5 أفلام أظهرت الأم بشكل مختلف

1122

تتميز السينما العربية بالعديد من الأفلام التي تحكي عن تضحيات الأم ودورها المؤثر في حياة أبنائها، مثل فيلم “الجراج” لنجلاء فتحي، و”لا تسألني من أنا” لشادية، و”بائعة الخبز” لأمينة رزق، ولكننا نادرًا ما نرى دور الأمهات في السينما العربية بعيدًا عن البكاء والمأساويات، ومن الأندر أن نرى دور الأم في فيلم كوميدي بدون إهانة، بالرغم من أن دور الأم تحديدًا يعد من الأدوار الغنية والتي يمكن تمثيلها بالعديد من الطرق. قررت أن أسترجع معكم بعض أدوار الأمهات في السينما الأجنبية، والتي أبرزت دور الأم بطرق مختلفة بعيدة عن الدموع.

 

  1. Step mom

يُعد هذا الفيلم هو أكثر أفلام القائمة درامية وواقعية، فهو يتحدث عن أب لطفلين يخطب فتاة جديدة بعد انفصاله عن الأم، الفتاة الجديدة بالطبع أصغر في السن من زوجته السابقة، لذلك بالرغم من انفصال الوالدين من قبل الخطوبة فإن حربًا باردة تنشب بين الأم والخطيبة. تنتهي هذه الحرب حينما ينكشف سر الأم وحقيقة مرضها بالسرطان، هنا لا يدخل الفيلم في دوامة دموع مقصودة، ولكن يظهر بوضوح رغبة الأم في أن يتذكرها طفلاها وهي مرحة وبأوقاتهم السعيدة معًا. في حوار هادئ ومميز بين الأم “سوزان ساراندون” والخطيبة “جوليا روبرتس”، تقول الخطيبة إن أكثر ما تخافه هو أن يأتي يوم عُرس الابنة، وبالرغم من كل ما تفعله هي، فإن الابنة بالتأكيد ستتمنى لو كانت أمها هنا لتلبسها هي الفستان والطرحة، فكان رد الأم هو أن كل ما تخافه هي، ألّا تتمنى ابنتها ذلك.

 

  1. Because I said so

هو فيلم كوميدي لدايان كيتون، فهي أم لثلاث بنات، اثنتان منهم متزوجتان بينما الصغرى “ماندي مور” لم تتزوج بعد، تعاني البنات من سيطرة الأم على الكثير من الأمور في حياتهن، وعند سؤالها عن سبب أي أمر تقوم به يكون ردها التلقائي هو because I said so، أو ما يقابله بالعربية “هو كده”، ولكنهن بالرغم من ذلك يبدين كأعز الأصدقاء. 

تبدأ الابنة الصغرى في رفض وصاية الأم، لتذهب الأم بدون علم الابنة لتدبير موعد عاطفي لها، تنخدع الابنة وتنغمس في هذه العلاقة حتى تنكشف الأمور وتنهار حياة الابنة، هنا تحدث قطيعة تامة بين الأم والابنة والتي تذوب بمجرد لقاءهما معًا مجددًا. الأمر المميز في الفيلم هو إظهاره لمشاعر الأم والابنة بمنتهى الوضوح والنقاء، وفي نفس الوقت بدون استجلاب دموع المشاهدين.

 

  1. The Guilt trip

فيلم كوميدي آخر من بطولة باربرا ستاراسيند، التي تقوم بدور أم لشاب فاشل نوعًا ما “سيث روجن”، كنوع من الإحساس بالذنب يصطحب معه والدته في رحتله عبر البلاد لتسويق منتجه الجديد. يقوم الابن طوال الرحلة بالاستهزاء بأفكار أمه والسخرية منها، ويصل به الحد في بعض الأحيان إلى الثورة عليها، مما يدفعها في لحظة إلى الثورة عليه هو والصراخ في وجهه، ليبدأ حينها الابن في مراجعة أفعاله ويجد أنه رغم أسلوب أمه الغريب قليلاً لكنها كانت على حق في الكثير مما قالته، فيبدأ بالاستمتاع بوقته معها ليكتشفها أمًا أخرى غير التي كان يعرفها، كما تتغير هي أيضًا للأفضل.

لاحظ أن هذا يحدث بدون ميلودراما شديدة في الأحداث.

 

  1. Brave 

هذه المرة هو فيلم رسوم متحركة، يحكي عن الابنة التي ترفض تقاليد العائلة المالكة التي تنتمي إليها، فالأم تحاول ترويض سلوك ابنتها، فتعلمها أصول الإتيكيت وتناول الطعام بالشوكة والسكينة، كيفية جلوس الأميرة وكيفية ربط شعرها، بينما الابنة ترفض هذه التقاليد البالية التي تفرضها عليها الأم لكونها -فقط- بنتًا، فتحاول دائمًا التملص منها والثورة عليها بشتّى الطرق. تظل العلاقة بين الأم والابنة في توتر حتى يحدث تحول جذري وسحري للأم، فتلجأ لابنتها حتى تنقذها مما حدث لها، فتستطيع الابنة إنقاذ أمها بكل الأمور التي تعلمتها على الرغم من إرادة أمها يومًا، وهو الشيء الذي يقرّب بينهما، حتى تعود الأمور إلى طبيعتها، وتعترف الأم أخيرًا بخطئها فيما يخص تربية ابنتها.

هكذا بمنتهى البساطة ومن خلال فيلم رسوم متحركة تمت مناقشة مثل هذا الموضوع.

 

  1. Trading mom

فيلمنا الأخير كوميدي أيضًا، ولكنه يحمل فكرة كبيرة ومهمة وتقدير لدور الأم، فالإخوة الثلاث يعيشون مع أمهم فقط بدون أب أو ما يُطلَق عليهم “single mother”، تربي الثلاثة بمفردها مما يحمّلها بما لا تطيقه النفس، بالطبع لا يتفهم الصغار ذلك، وكل ما يرونه هو أم عصبية تمنعهم أحيانًا من ممارسة أمور يحبونها وتجبرهم على عمل أمور لا يطيقونها. يحصل الأطفال على تعويذة تمكنّهم من إخفاء أمهم من حياتهم وذاكرتهم، ليستيقظوا في اليوم التالي ليجدوها قد اختفت بالفعل، ولأن الأطفال لا يجب أن يكونوا بلا أم، يذهبوا إلى سوق الأمهات ليختاروا أمًا جديدة مع شرط أن لديهم 3 محاولات فقط وبعدها ستنتهي فرصهم. بالفعل يحاول كل طفل في دوره أن يختار أمًا كالتي في خياله ويريدها أن تهتم بالجزء الذي يحبه وأهملته أمهم الحقيقية. كما هو متوقع تفشل الثلات محاولات في الإتيان بالأم التي يريدونها، ليكتشفوا في النهاية أنهم لا يريدون سوى أمهم الحقيقية التي يعرفونها.

 

كما نلاحظ فإن أغلب أفلام القائمة هي كوميدية وبينها فيلم رسوم متحركة، ولكن هذا لم يمنع صنّاع الأفلام من إيصال فكرة أهمية الأم أو مناقشة قضايا مثل اختلاف تفكير الأجيال أو أشكال العلاقات المختلفة بين الأم وأبنائها، يقودنا هذا إلى أن السينما الأمريكية توصّلت إلى أنه من الممكن أن يتم مناقشة فضل الأم بدون استدرار الدموع، وأنه يمكن إيصال نفس الفكرة والمشاعر من خلال الكوميديا والخيال، وهذا ما نحتاجه بشدة في بلادنا العربية، أن نتذكر الأمهات وتضحياتهن في حياتنا، بكل خير وحب وسعادة، بدلًاً من أن يرتبط الفن المتعلق بالأمهات بالكآبة والحزن. 

المقالة السابقة10 نصائح لفهم اضطراب كرب ما بعد الصدمة
المقالة القادمة5 وصفات مدهشة لعمل الـ French toast

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا