ينفع كتاب يغير حياتك؟

636

بقلم/ غادة خليفة

 

ساعات مبتبقاش عارف تقول إيه لما حد يسألك عن أعز أصحابك، أنا كمان مش عارفة ممكن أكتب إيه عن “نساء يركضن مع الذئاب”  https://www.goodreads.com/book/show/5900587 الكتاب اللي قريته فوق الـ15 مرة، واللي غيَّر حياتي فعلًا.

لما بحكي لأصحابي عنه بيفتحوه وهمّ مستنيين منه يغير تفكيرهم برضو، بس مبيصمدوش بعد كام حكاية، أو مش بيعجبهم في معظم الأوقات.

 

مينفعش تفتح كتاب وإنت مستني منه يقولك كلام يغيّر أفكارك، الكتب زي الناس، بيبتدي جمالهم يظهر بعد شوية، الكتاب بيستناك تفتحه وتقرا وتفكر، وتطلع باستنتاج ورأي يخصك.

 

مؤلفة الكتاب “كلاريسا بنكولا” محللة نفسية أمريكية، بتقول أو بتتصور إن كل القصص والحكايات والأساطير القديمة ليها معاني أبعد من معناها المباشر، المعاني دي ممكن تبقى نور وسكة نفسّر على ضوئها اللي بيحصل جوانا.

من الحواديت اللي لمّست معايا أوي حدوتة “فرخ البط القبيح” المشهورة، وهي فسرتها عن طريق ربطها بالأطفال اللي عندهم طبيعة نفسية مختلفة عن أهلهم، وإزاي بيواجهوا الانتقاد الدائم والنبذ، ولما بنوصل لنهاية الحكاية تفسيرها بيعلمنا إزاي نصمد ونكمل لحد ما نوصل لدفا عالم تاني شبهنا وبيحبنا.

مثلًا في حدوتة “الحذاء الأحمر” أنا بعيد القراءة مرات كتير عشان أفهم ليه الناس ممكن تتخلى عن إبداعها وفنها، وإزاي بيوصل بيهم رد الفعل العنيف لدرجة إنهم يئذوا روحهم جامد.

 

ساعات كنت بلعب مع أصحابي لعبة اسمها “فتح المندل”، كل واحد يفتح الكتاب على صفحة عشوائية، ونعرف دي تخص حدوتة إيه، ونبتدي نتكلم عن علاقته بالحدوتة اللي طلعت بالصدفة.

 

لما مبعرفش أتصرف وقصص الحب بتاعتي بتضلّم برجع لحدوتة “امرأة الهيكل العظمي”، عشان أعرف إزاي ممكن أقبل كل اللي بيحصل، حتى ولو كان ضد تصوراتي وخيالاتي عن الحب، وأرجع أقرا مرة كمان عشان أفهم إزاي أقبل مشاكلي، عشان أقدر أقبل مشاكل اللي قدامي.

ساعات لما حد بيحكيلي مشكلة في حياته، أول حاجة بقولها “إنت محتاج تقرا الحدوتة الفلانية”، وأبتدي أحكي وأناقش وأحاول أنوّر الدنيا.

 

من كام يوم كنت بحكي لأختي عن حد من أصدقائي، وبدل ما أقول أحداث أو صفات قُلتلها عارفة حدوتة “الأسرار”؟ هي دي حكايته بالظبط، وهي فهمتني من غير تفاصيل خالص.

لحد دلوقتي لما بحتاج شوية إلهام بدوّرعلى “نساء يركضن مع الذئاب”، وأفتحه بشكل عشوائي، وأشوفه ناوي يقولي إيه المرة دي.

 

 

المقالة السابقةفيلم “عمر”: طريق اللارجوع
المقالة القادمةنصادق الأمومة على الحلوة والمرة
كاتبات

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا