وقد لا يكفي الورد يا إبراهيم

1252

 

تم نشرة في 06/08/2015

وقت القراءة : 4 دقيقة

 

إحنا ف القرن الواحد وعشرين والستات مبقتش زي زمان، أو يعني معظمهم، فالبنت انهارده مهما كان ترتيب الجواز في سلم أولوياتها مش بتتجوز وخلاص، لكن مفروض إنها بتبقى عارفة هي عاوزة إيه بالظبط من شريك حياتها، وكل واحدة محددة أحلامها وشروطها واضحة.

 

وصلنا للمساحة دي من الحرية بعد ما اشتكينا وملينا الدنيا عياط، ونصايح من نوعية هاتلها ورد يا إبراهيم، وهاشتاجات #اتجوزيه_لو، ودموع تسحّ مع يسرية وهي بتقول الرجالة المتجوزين مبيعرفوش يحضنوا، وكمان اتعملّنا أفلام من نوعية “what wamen wants”، ودورات تنمية بشرية تعلّم الرجالة إزاي يتعاملوا مع كائن الست، والبنات كتبت أحلامها وأخّرت ارتباطها مخصوص عشان تلاقي اللي هي عايزاه، وتشترط إنه يكون بيجيب ورد وهدايا.

وأخيرًا بتلاقي فارس الأحلام اللي منطبقة عليه كل الشروط والأحكام وسياسة الاستخدام العادل، وتعيش معاه.

وهنا يتوحش السؤال اللي بياكل رؤوسنا من الداخل ويقرقض ف أرواحنا: هل بعد كل اللي عملتيه ده…

إنتي مبسوطة؟

الإجابة: لأ.

 

طب ليه بعد ما عملتي الخطة ومشيتي عليها بحذافيرها وكتبتي مواصفات الحبيب المنتظر بالمللي، عايشة معاه تايهة وحاسة إن تعبك نزل على فشوش، ومتصورة أصلاً إن الكنز كان ف الرحلة وخلاص على كده؟

مش دي الحقيقة، الكنز موجود وملموس ومليان دهب وياقوت، كنز الرحلة ده للي وقفت ف النص واكتفت بشوية التعب والخبرة دول، إنما اللي واصلت وصلت، ولقت الكنز الحقيقي.

 

طب هو إنتي عاوزة إيه من الجواز؟

معروفة: عاوزة الحب، الاحتواء، التقدير، الرومانسية… بلا بلا بلا.

ده اللي هو إزاي يعني؟ بيتعمل إزاي يعني البتاع ده؟ شكله إيه الراجل اللي هيديكي الحاجات دي؟

الحقيقة.. دي أسئلة ملهاش إجابة، مش عشان إنتي مبيعجبكيش العجب كما يُشاع، لكن عشان إنتي مش اسطامبة ولا اللي هيتجوزك مفروض يجيب كتالوج الستات ويمشي على خطواته فهيقدر يرضيكي.

 

طب ليه إنتي مش سعيدة مع فارس أحلامك؟

أوقات كتير ده بيحصل عشان بنكون إحنا نفسنا يا ستات مهما عرفنا إحنا عاوزين إيه، لسه مفهمناش صورة اللي إحنا عاوزينه بالظبط. يعني مفيش خلاف على إن كل بنت عاوزة الحب، الوضوح، الصدق، البراح، السند، الأمان… إلخ.

الفكرة شكله إيه الحب اللي إنتي عاوزاه ده؟ الأمان اللي بتتمنيه، عاوزاه بمحاوطتك ولا بتركك للتجربة؟ الصدق ف قاموسك معناه المصارحة بكل حاجة حتى لو فجّة، ولا اختيار الكلام وتهذيبه، ولا إنتي بتعتبري ده تزويق وخداع؟

 

طب تعرفي إزاي اللي إنتي عايزاه؟

الواقع والتجارب أثبتت إن اللي فهمت نفسها وعرفت شكل احتياجاتها بوضوح غالبًا وصلت لكده بعد تعب كبير وتجارب كسّرت عضم روحها.

وعشان مش كل واحدة حياتها مفتوحة لكل التجارب، وقالولنا زمان إن أعمارنا مش هتكفي كل التجارب عشان نتعلم، فعلينا التعلم من تجارب غيرنا، فأنا مثلاً أخدت بالي من بعض النقط الملموسة اللي عرفتني أنا محتاجة شريك حياتي يتعامل إزاي، وعرفتني لو واحدة شبهي وطلبت النصيحة في موقف معين أنصحها بإيه، وعرفتني كمان مين هي البنت اللي ممكن أطلب منها نصيحة أو آخدها قدوة ليّ في اختياراتي.

 

مثلاً.. مثلاً يعني

كنت متصورة إن الراجل اللي بيجيب ورد من غير مناسبة ده نازل من الجنة ولو حصل وقابلته مش هتمنى حاجة تاني من الدنيا. ولّا لو بياخد باله من اللبس الجديد وتسريحات الشعر المختلفة، خلاص كده ممكن أموت وأنا مرتاحة.. بس اكتشفت إن يا فرحتي بالورد لو مفيش بيننا مشاركة، مفيش مصارحة، مفيش صداقة، هعمل إيه بلفت نظره للفستان الجديد لو خرجنا متنكدين ولا لغينا الخروجة من أصله؟ ساعتها هيبقى الكباب رومانسي أكتر م الورد يا إبراهيم.

 

على الهامش بالمناسبة.. الكباب بالنسبة لستات كتير فعلاً رومانسي أكتر، وده مش عيب؛ الحب مفيهوش نمطية والورد مش أهم حاجة عند كل الستات، فمتتكسفيش من نفسك لو بتحبي الكباب أكتر م الورد.

 

مثلاً برضو يعني:

– كنت متصورة إني لو رايحة مشوار مهم بالنسبة ليّ وهرجع متأخر فقالي متروحيش، ده خوف عليّ، بس اكتشفت إن دي خنقة، وبالتالي احتمال إني مروحش، بس الأكيد إني مش هكمّل.. لكن لو قالي طب لو الشارع مش أمان ممكن آجي أوصلك؟ ممكن أكمل.

– لما أقوله أنا هعيد تفكير ف الموضوع الفلاني اللي كنا اتفقنا عليه، عشان الظروف اتغيرت ولا عشان مرتحتش ولا لأي سبب، لو رد قالي إحنا قفلنا الكلام ف الموضع ده خلاص، ده ف نظري مبقاش حزم، ده قهر، فهعمل بعد كده اتفاقاتي لوحدي. لكن لما يفتح معايا باب المناقشة من تاني وكل طرف يعرض أسبابه ونوصل لاتفاق جديد، أو نرجع لنفس الاتفاق بس وأنا راضية.. هفكر أكمل معاه.

– لما يعرف إن حد ضايقني ف الشارع، لو كان قالي طب هو إنتي كنتي لابسة إيه بالظبط، دي بالنسبة ليّ مش غيرة. لكن لو قالي طب ليه ممسكتيش فيه ولميتي الناس عليه وطلعتي على أقرب قسم.. هكمل معاه.

 

دي شوية مواقف كلنا مرينا بيها، ومينفعش نبرر فيها ردود الأفعال المؤذية، مينفعش تقولي معلش أصله بكرة يتغير، أو تضحكي على نفسك بأي أمل كداب لمجرد إنك متوهمة إن هو ده الراجل اللي إنتي عاوزاه.. الراجل اللي إنتي عاوزاه هو اللي يخاف عليكي بالطريقة اللي تكوني مرتاحة معاها، هو اللي يحبك بالشكل اللي يسعدك، اللي يساندك لحد ما توصلي لحلمك، مش اللي يرسملك حلم على ذوقه ويدفعك دفع ناحيته.

 

يعني في الآخر راجلك تختاريه إزاي؟

راجلك مش هو اللي هيجيبلك ورد ويحبك زي الكتاب ما بيقول، راجلك هو اللي هيدخّل السعادة لقلبك بعيد عن النمطية وهيفرحك حتى لو كنتي بتفرحي بالكباب مش بالورد.

فلو ملاقيتيش معاه راحتك، اتأكدي إن مش هو ده راجلك، ده راجل واحدة تانية غالبًا لسه بتتعلم هي عايزة إيه.

 

المقالة السابقةالستات عايزة عفريت
المقالة القادمةجيران الهنا

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا