وعرفنا الستات عايزة إيه

884

 

السؤال الذي حيّر الملايين من مشارق الأرض إلى مغاربها، الذي طال انتظاره، اللي خلى الرجالة تخبط روسها ف الحيط وتبدأ في إلقاء التهم على الستات من نكدية لكدابة لمجنونة.

السؤال: الستات عايزة إيه؟ هه؟ إيه؟

قلنا نسأل الستات نفسهم بقى ونقصّر المسافات ونوفر ع الناس التكهّن والتوقعات والفتي.

 

عملنا استبيان لقارئات “نون” الجميلات، وسألناهم شوية أسئلة عن احتياجاتهم الشخصية والعامة، وأحلامهم ونسب تحقيقها، لعل وعسى الأمور توضح.

شارك في الاستفتاء 360 ست، ما بين موظفات وطالبات وستات بيوت.

نقدر نقول إن شارك في الاستفتاء كذا مستوى اجتماعي وكذا سن معظمهم من 18 لـ40 سنة، وكمان كذا حالة اجتماعية، بس أغلبهم جاوب ع الحالة الاجتماعية بـ”عزباء” 65% (أظن عشان ملقوش اللي عايزينه.. ومن هنا أحب أوجهلهم دعوتي وأقولهم اثبتوا وثابروا ورابطوا، لحد ما تلاقوا اللي يعرف احتياجاتكم).

 

الصادم بقى وغير المتوقع والواجب دراسته إن البنات مش لاقية حاجة من اللي عايزاه.. خالص سعادتك، وعشان كده إجاباتهم كانت بتتمرجح بين كل حاجة وعكسها، كأنهم عاوزين يقولوا “طب أي حاجة بس نحس إننا عايشين”.

 

نتايج الاستفتاء نقدر نخرج منها بتلات نتايج:

 

1- الحب والاهتمام كان في مقدمة المطالب

فيه شبه إجماع إن الستات عايزة احتواء وحضن حقيقي وعايزة حد يسمعها.. يسمعها بس، من غير إصدار أحكام ولا توجيه نصايح ولا التلبّس بلباس الواعظ الحكيم. ده حتى اللي لاقيين الاحترام (اللي هما حوالي نص المشاركات بس) برضو بيعانوا من فراغ عاطفي.

الجنس تأخر بشكل مفزع في قايمة الاهتمامات وبشكل خارج حدود المنطق (ده احتياج إنساني يا إخوانّا زي الأكل والشرب)، والحقيقة نتيجة زي دي ممكن يكون سببها:

– الستات مداقوش الجنس الحقيقي ففاهمينه غلط.

– الجنس أصبح سهل ومتاح لدرجة إننا فقدنا اهتمامنا بيه (وده طبعًا احتمال مُستبعد في مجتمعنا).

– الستات فعلاً مش فارق معاها، أو إن اللي ناقصهم أكبر بكتييييير ودي تبقى كارثة.

 

2- الستات عايزة تتنفس

تفوّق احتياج الستات للشغل والدراسة على اهتمامات البيت، بس مش بشكل تمرّد أحمق ولا حاجة، دول بس عاوزين أقل من 8 ساعات للشغل أو المذاكرة، اللي هو يوم عمل طبيعي، وعايزين يخف عنهم شغل البيت شوية بدل الطلبات اللي مبتخلصش.

 

الأمر البائس إنهم عاوزين وقت لنفسهم ومش عارفين، مجرد بس ساعتين تلاتة من 24 ساعة يمارسوا فيها هواياتهم أو يقضوها بمزاجهم، زي كده ما الراجل بيقضي ساعتين تلاتة ع القهوة ويمكن زيهم قدام الماتشات أوMBC  أكشن أو البلاي ستيشن.

 

معظم المشاركات في الاستفتاء بيعانوا ويبذلوا مجهود كبير عشان يحافظوا على صحتهم النفسية والجسدية وتنظيم وقتهم. معظم الستات بيحلموا بالسفر أو استكمال دراستهم. معظم الستات بيحلموا بالتخلص من أحكام المجتمع والنظرة التبعية وفلانة هتقول وعلانة هتعيد واسمعي كلام جوزك.

 

عاوزين نَفَس يا إخوانّا، مساحة شخصية نقضيها بمزاجنا ونرغي مع أصحابنا ونتعلم فيها الدنيا.

يعني في شرع مين إن أغلب البنات يا دوبك حققوا من ربع لنص أحلامهم؟!

 

3- الستات غلابة

كلهم غلابة، كلهم خايفين، بيتمنوا الحرية بس خايفين يفشلوا لا الناس تشمت فيهم.

تقريبًا كل الستات بكل أعمارهم وأساليب حياتهم مش لاقيين أمان، كلهم بيطالبوا الدولة بسن قوانين لحمايتهم، ما بين قوانين التحرش وحقوق المطلقات والأرامل والمعاشات.. بالنسبة ليهم المشاركة السياسية وتولي المناصب وتقدير المجتمع دي رفاهيات.. الستات مش لاقية أمان، مش لاقية آدمية، بيخافوا يمشوا في الشارع، تقولي مشاركة سياسية!

 

الستات غلابة لدرجة إن طموحاتهم محصورة بين السفر واستكشاف الدنيا يا إما الارتباط.. إن مكانش كده يبقى كده، ما هو مفيش قدامهم خيارات تانية، مفيش واحدة مثلاً تجرؤ تحلم تبقى رئيسة جمهورية.

الستات غلابة لدرجة إن في وسط خوفهم من الانتقاد والشماتة والانتهاك وضياع الحقوق، حمّلوا نفسهم مسؤولية تأخرهم.

الستات غلابة لدرجة إنهم عاوزين يعلّموا بناتهم الثقة في نفسهم وتقدير ذاتهم والتحدي، من باب إن اللي مقدرتش أعمله لنفسي أعلّمه لبناتي، وكأن خلاص حياتهم انتهت والأمل في الجيل اللي جاي بقى.. بس ع الله أما بناتهم تكبر ميحصروش أحلامهم في الجواز، وكفاية خدتي الليسانس، والست ملهاش إلا بيتها.

 

نقدر نختصر كل الكلام ده ونقول الستات عايزة تبقى إنسان، احتياجاتها مش احتياجات خاصة، دي أوّليّات الحياة الطبيعية: “الحب، الأمان، الحرية، النجاح، الخصوصية…”.

 

وفي وسط كل ده، للي بيقول الستات مش عاجبهم حاجة، أحب أقولك إن معظم الستات قالوا إنهم بيشكروا ربنا على اللي عندهم، وعمرهم ما نقموا أو قالوا اشمعنى أنا يا رب.

يبقى راجل تاني بقى يعمل فِتِك ويبص من فوق سيجارته ويقول “أنا فاهم الستات كويس”.. الستات مش مجانين يا حضرة، الستات عايزة تعيش.

 

 

 

المقالة السابقةعن استحضار رمضان.. واستحضاري
المقالة القادمةنصائح مطبخية لأسبوع مدرسي

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا