وصفة مش سريعة للكآبة المفاجئة

1414

وإنتي ماشية في يومك اللطيف الهادي، لو حسيتي فجأة بأعراض كآبة على بوادر غيرة وبدايات إحساس بالقلة، ولقيتي الدنيا لفت بيكي من كتر الشفقة ع النفس.. اعرفي إن الموضوع خطير ومحتاج منك تدخل سريع قبل ضياع اليوم و”الموود” في النكد!

 

عادة اﻷسباب بتكون يا إما صورة مبهرة على فيسبوك، أو معلومة جديدة عن إنجاز شخص تعرفيه، أو حوار صحّى جواكي حلم قديم الظروف لسة مساعدتش إنك تحققيه.. وحاجات كتير شبه كده بتتحكم في مشاعرنا من غير ما نحس. اللي بيحصل هو إن في وقت قليل جدًا بعد موقف من دول بيبتدي عقلك ينتج سيل من الأفكار عنك وعن الشخص ده، أفكار بتتمحور حوالين فشلك ونجاحه، طموحه وكسلك، حظه الحلو وظروفك السيئة. الأفكار دي بيكون 90% منها وهم عقلك رسمه كتعبير عن مشاعرك المؤلمة اللي نتجت عن الصورة اللي شفتيها، ونتيجة الأفكار دي بتلاقي نفسك غرقتي جوة سيل من المشاعر الكئيبة.. الموضوع محتاج رصد للمشاعر دي بدري والوصول للأفكار اللي سببتها وتعديلها، وده بييجي بالممارسة والتمرين.

 

نبدأ برصد لبداية تحول المشاعر من الراحة للكآبة، وبعدها ييجي دور الـ”سيلف توك” أو حوارك مع نفسك:

– أنا: أنا ابتديت يومي عادي مبسوطة، إمتى مزاجي اتغير؟

– نفسي: وأنا بتفرج على فيسبوك.

– أنا: طب ما إنتي كل يوم بتتفرجي.. إمتى بالظبط اتضايقتي؟

– نفسي: بتهيألي من ساعة ما شفت صورة فلانة ع البحر.

– أنا: طب هو أنا لو مكنتش شفت الصورة دي كنت هحس حاجة ناقصاني؟

– نفسي: ممممم.. ﻷ.

– أنا: ده معناه إن ده مش احتياج حقيقي ليّ!

– نفسي: لأ مش احتياج حالي، بس إحساسي بيقول “إشمعنى؟! وليه مش أنا اللي في الصورة!”.

– أنا:طب يبقى كده مشاعري اللي بتعبر عن الحرمان هي مجرد إحساس طفولي مش أكتر!

– نفسي: جايز يكون طفولي بس هو واجعني.

– أنا: حقي يوجعني. طب مش أنا ليّ صور بتعبر عن لحظاتي السعيدة برضو؟

– نفسي: آه ليّ صوري ولحظاتي المميزة.

– أنا:تمام يعني أنا لا محرومة ولا وحيدة ولا محتاجة كمية الشفقة اللي بعوم فيها دي دلوقتي؟

– نفسي: الصراحة ﻷ، الحكاية مش مستاهلة كل ده. هي بس الصورة خبطتني وخضتني.

– أنا: تمام.. طب أنا حاسة إيه دلوقتي؟

– نفسي:مممم.. لسة حاسة بشوية زعل الصراحة، بس من غير الدراما اللي كانت في اﻷول.

– أنا: جميل.. وده في حد ذاته إنجاز، لأن المشاعر مش دايمًا بتتولد منطقية، لكنها عشان تبقى في حجمها الطبيعي بتحتاج تتقبل وتتحضن، وساعتها بس تتطور وتنمو وتقدر تسمو.

 

حوار زي ده من أهم وأسرع الطرق لمواجهة الكآبة المفاجئة، بس الموضوع بيحتاج تركيز مع الشعور وتدريب مستمر على رصد وتحليل اﻷفكار اللي هي سبب المشاعر. كمان فيه حاجات تانية بتساعد، زي مشاركة المشاعر بتلقائيتها مع شخص قريب (شخص عاقل) أو كتابة الشعور وتفنيده ع الورق قدام عيني.

 

فيه بقى أخيرًا علاج وقائي، بس ده يحتاج تمرس وتمرن على مدى طويل، وهو الانشغال عمومًا بهدف في الحياة أصحى وأنام بيه، وأكون باخد خطوات يومية بتقربني منه، بداية من القراية عنه مرورًا باستشارة متخصص، وحتى الدراسة المتخصصة في المجال اللي عايزة أحقق فيه حاجة. كل ده بيشغل العقل في الحاجات الأهم في الحياة وبيرفع الأفكار فوق المقارنة والغيرة المحبطة، وبالتالي بتترفع المشاعر شوية شوية لمستوى أكبر وأنضج.

 

مع تمنياتي لينا جميعًا بالشفاء العاجل.

وعلى رأي المثل “اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”.

 

 

 

 

 

المقالة السابقةعزيزتي طنط.. شكرًا لعدم سماعك كلماتي
المقالة القادمةاحذري أن تتركي نافذة زواجك مفتوحة للخيانة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا