نون.. بوصلتي التي أصبحت طريقًا

1241

عزيزتي “نون”

 

لا أستطيع في ذكرى يوم تأسيسك أن أتعامل مع هذا الحدث الجلل على أنه ذكرى تأسيس مجلة أو صرح.

أحتاج اليوم أن أعايدكِ كما أعايد صديقة في يوم مولدها، بعناقٍ طويلٍ أبثّها فيه كل محبتي وامتناني.

فلطالما كنتِ “نون” الصديقة، النور، السند، البوصلة، والآن أنتِ الطريق.

وأنتِ الحب، كل الحب.

 

أعود بذاكرتي للوراء، للنصف الثاني من عام 2013م.

أصعب فترات حياتي على الإطلاق، وقتها كنت أغرق في العتمة، وكل يوم يمر عليّ أزداد غرقًا.

كنتِ طوق النجاة، طوقًا من النور قادرًا على تبديد العتمة.

فعندما كانت تغلق في وجهي الأبواب، أجد أبوابكِ مشرعة لاستقبالي، فأعبرها مطمئنة أني سأجد فيها شيئًا من الراحة.

أتذكر كيف كنت ألجأ إليكِ في الثلث الأخير من ليلِ كل يوم، حيث ذروة العتمة والوحدة.

أدخلك محمّلة بالحيرة والخوف والكثير من الأسئلة.

أتجوّل بين المقالات، أختار المقال الذي يشعرني قلبي أنه المقال المنشود لهذا الوقت -وغالبًا ما يكون كذلك- 

فأغادركِ بخوفٍ وحيرة أقل، وببعض الإجابات.

 

فحرصت على متابعتك، كما يتابع البعض “حظك اليوم”.

فأنتِ حظي اليومي “نون”، حظي الذي يحمل لي كل يومٍ شيئًا جميلاً حتى لو ابتسامة.

كم كنت صادقة حينما كتبت على حسابي الشخصي على موقع فيسبوك، الساعة الرابعة فجرًا في آخر أيام سنة 2013

“Noounنون الحاجة الحلوة الوحيدة في 2013.

 

شكرًا لكل حد بيكتب فيها.

ربنا ينوّرلكم حياتكم على أد النور اللي أنا وغيري بنحصل عليه منكم.

 

نعم كنت صادقة، ممتنة، وسعيدة بكِ لأقصى درجة، وما زلت، وأعرف تمامًا أنني سأظل هكذا.

منذ ذلك الوقت ورسائلك لي لم تنقطع حتى يومنا هذا، لتظل روحي موصولةً بروحك.

فلن أنسى أبدًا أنكِ أمسكتِ بيدي، ودخلتِ معي ممراتي السرية التي أخشاها، لأتعرف على نفسي من جديد.

فمن خلالكِ عرفت كيف أخلق من الوحدة عالمًا يخصني، يشبهني، أسكن إليه بدلاً من أن أهرب منه.

وتعلمت منكِ كيف أودع الأحلام بابتسامةٍ إن ماتت، وكيف أخلق غيرها بدأب وفرح.

كنتِ المرآة التي انتصبت أمامي -رغمًا عني- لا لشيء إلا لأن تخبرني ثم تقنعني كم أنا جميلة.

 

وبكِ عرفت كيف يكون الشغف، وكيف أغرق فيه حد الثمالة.

وعندما احتاجت الحياة بعض الألوان قررتِ أن تلونيها أنتِ، فكان “كلامنا ألوان”.

وهنا لم تعودي بوصلة فحسب، بل أصبحتِ طريقًا أمشي فيه بخطى ثابتة، أمشي فيه بحب وشغف.

 

نون..

كل عامٍ وأنت تضمين أروع من عرفت من كاتباتٍ وكُتّاب، احترفوا الإنسانية قبل احتراف الكتابة.

كل عامٍ وأنتِ الحب والشغف والألوان.

كل عامٍ وأنتِ النور والسند.

كل عامٍ وأنتِ بخير ومصدر للخير.

كل عامٍ وأنتِ صديقتي وبوصلتي وطريقي.

 

المقالة السابقةكيف تتعاملين مع غضب زوجك؟
المقالة القادمة13 قاعدة للسفر بالعيال

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا