نعومة الرجولة وقوة الأنوثة

2007

هل لي بلحظة من فضلك؟

فكم من لحظات تمر دون تفكير أو حتى توقُف ولو لبرهة، للنظر فيما نقول أو نفعل. فقد اعتدنا الانسياق والسير مع الجموع. منذ نعومة أظافرنا ونحن نسمع آراء وأفكارًا، عديدة ويخزن عقلنا الباطن الكثير من المعتقدات دون قصد واعٍ منا بتبنيها، حتى أنه عند وصولنا لمرحلة النضوج نكون قد اعتدنا الاستقبال فقط دون فحص أو تنقيح.

 

نتيجة لذلك فإننا نجد أنفسنا نتبنى العديد من الآراء دون الاقتناع بها حقًا، وإنما هو التعوُد على توارث الأفكار. لذلك دعنا نتجوَل معًا داخل عقولنا لنحاول تفنيد بعض الأفكار الراسخة المتأصلة والتعامُل معها، قد تتفق أو تختلف مع أفكار هذا المقال ولكن ليس هذا ما يهم، فالهدف هو أن تفكر أنت وتفحص أنت وتتبنى أنت وجهة نظر شخصية.

 

قد يسأل أحدهم: ما هي الرجولة؟ هل هي القوة العضلية؟ هل هي التسلط وفرض الرأي؟ أو ربما تكون هي الصوت العالي الذي يهيمن؟ إن لم تكن هذا أو ذاك أو تلك فما هي إذًا؟ قد تجد الإجابة الحاضرة والسهلة هي الموروث المجتمعي عن المظهر العضلي والشخصية القوية، ولكن في واقع الأمر الرجولة هي تحمُّل المسؤولية بكل عواقبها، وأيضًا تحمُل الآخرين بأخطائهم، هي القدرة على التحكم في الذات تحت الضغوط، هي احتواء الأضعف رغم وجود الإمكانية لاستغلال هذا الضعف، ولكن على العكس فهي تسعى لتوظيف هذه القوة لتقويته وليس لإثبات ضعفه.

 

وماذا عن الأنوثة؟ هل هي كما يراها ويتمناها الكثيرون.. الصوت الرقيق الذي بالكاد تسمعه والابتسامة الخجولة والكلمات القليلة قدر الإمكان، وهي الاحتفاظ بالمظهر الجميل طوال الوقت؟ هل هي فقط مجموعة من المظاهر والصورة الخارجية السطحية أم أن هناك ما هو أعمق؟ في رأيي الأنوثة هي القدرة على رؤية أوجاع الآخرين من خلف الوجوه المبتسمة، وهي التعبير العميق عن المشاعر والتوحد مع الآخر في ألمه وفرحه، وهي الكلمة في محلها والتصرف السليم في وقته، وهي الحب المضحي والأمومة الفطرية التي تعطي دون انتظار المقابل.

 

وأخيرًا أقول للرجل من الجميل أن تكون رجلاً بمعنى الكلمة، ولكن الأجمل أن تُثقل رجولتك ببعض الأنوثة لتكتمل إنسانيتك، وكذلك المرأة أن توصف “بالراجل” في تحملها للمسؤولية واحتوائها للآخر فهذا فخر لها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقالة السابقةخمس طرق لتجنب الحب الأعمى
المقالة القادمةاللي يحب بيضحي!

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا