مفاجأة سارّة!

2476

“صفي نفسك كأم”، تم توجيه هذا السؤال إلى عدد من الأمهات، فتنوعت إجاباتهن ما بين: 

أنا كمالية وهذا صعب على الأطفال.

في بعض الأيام أكون محبطة وأشك في قدراتي.

أتمنى لو أنني أستطيع تهدئة نفسي قبل التحدث إليهم.

أتمنى لو أستطيع توفير مزيد من الوقت، فقط لأجلس وأستمع إلى أبنائي.

أتمنى لو يعرفون كم أحبهم.

 

وبعد يومين.. تم إحضار نفس الأمهات ليشاهدن فيديو لأبنائهن وهم يتحدثون عنهن، فماذا قال الأبناء عن أمهاتهم؟

إنها جميلة ومرحة.

إنها فريدة، أنا أحبها جدًا.

إننا نفعل أشياء معًا، كأن نخرج إلى التسوق.

إنها تحبني كثيرًا.

إنها مثل قلبي، فهي قريبة مني جدًا.

إنها تعتني بي.

أمي هي بطلتي.

 

لم تستطع الأمهات تمالك أنفسهن من فرط المفاجأة، بسبب الفرق بين صورهن أمام أنفسهن وصورهن أمام أبنائهن، فسالت دموعهن وامتزجت الدموع بالضحكات والابتسامات. 

 

وقد كان لكلمات الأبناء كبير الأثر في معنويات الأمهات، اللاتي قررن أنهن سيقبلن على القيام بأدوارهن بحماس أكبر، لأن أبناءهن يحبونهن ويعتبرون ما تقمن به من أجلهم مهم لهم. 

 

كم مرة فكرتِ في نفسك بطريقة سلبية واعتبرتِ نفسك غير محبوبة أو غير كفء أو غير جميلة.. إلخ؟ عادة ما نميل إلى التقليل من شأن أنفسنا أو المبالغة في قدرها. وكلا النظرتين تشيران إلى ضعف الثقة بالنفس. وغالبًا ما تكون هذه الصورة المغلوطة التي نرسمها لأنفسنا مختلفة عن نظرة الآخرين إلينا. وسأركز في هذا المقال على الطريقة الأولى التي أحيانًا نرى بها أنفسنا، وهي التركيز على السلبيات والتغاضي عن الحسنات. 

 

لماذا نتعامى عن إيجابياتنا ونحط منها؟ هل نخشى على أنفسنا من الغرور؟ هل نعتقد أن معرفة السلبيات أهم حتى نحسن أنفسنا؟

الحقيقة.. إن رؤية السلبيات في أنفسنا أمر هام طبعًا حتى نسعى إلى معالجتها، ولكن عندما تصير بنا الحال إلى التعامي عن الإيجابيات والتركيز فقط على العيوب والأخطاء فإن هذا يأتي بنتيجة عكسية. 

 

إننا نسعى من خلال أفعالنا إلى تأكيد معتقداتنا عن أنفسنا، فإن اعتقدت أنني إنسان سيئ فلن أفعل إلا كل ما هو سيء. إذا رأيت نفسي فاشلة، فطبيعي أنني لن أجني من الحياة سوى الفشل، وإذا رأيت نفسي غير محبوبة، فطبيعي أن أضع مسافات بيني وبين الآخرين، وأن أعتبر كل محاولات اقترابهم مني استغلالاً أو شفقة.

 

وعندما أعتقد أنني خيّرة، ناجحة، محبوبة، فسوف أتخطي العثرات وأحقق الأهداف، وأسعى إلى تكوين العلاقات والتودد إلى الأهل والأصدقاء. فالإحساس بأن لنا قيمة هو ما يعاوننا على مواصلة مشوار الحياة. 

 

لسنا ملائكة بالطبع ولا آلهة، لهذا فهو أمر عادي جدًا أن نخطئ أو نقصّر أو يكون بنا أوجه قصور. وهذا ما نحتاج أن نذكر به أنفسنا دائمًا. فنحن نحتاج أن نرى أنفسنا كبشر، أن نرى أنفسنا بعينين اثنتين. ولهذا دعونا أيضًا نشارك صورتنا أمام أنفسنا مع من نحبهم ونثق فيهم. فقد يساعدنا ذلك أن نرى أنفسنا بشكل أكثر توازنًا.

 

وليس الهدف من ذلك أن نعجب الآخرين، لأن الناس “لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب”، كما في المثل الشعبي المصري الدارج! وإنما الهدف أن نكتسب فهمًا أعمق لأنفسنا، فنتصالح معها ونشعر بالسلام الداخلي. 

 

يمكنك مشاهدة الفيديو الذي يعرض قصة الأمهات والأبناء التي حكيت عنها في أول المقال من هذا الرابط: 

http://www.upworthy.com/these-kids-finally-say-what-they-really-think-about-mom-and-her-reaction-pri…

 

المقالة السابقةفي الخروج عن المألوف
المقالة القادمةشرح معاني أغنية بيبه عرق البلح وقصة اغنية بيبة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا