لأول مرة.. ما بين الخذلان والمكاسب

854

 

بقلم/ شيري حنا

 

أول مرة لأي حاجة في حياتنا ليها طعم ميتنسيش، فرحتها زي فرحتنا وإحنا صغيرين بلبس العيد والعيدية، وكسرتها زي كسرة نِفس طفل باباه محضرش حفلة تخرجه من المدرسة الابتدائي.

سنة مرت اختبرت فيها تجارب لأول مرة أمر بيها، وجاية انهارده أشارككم بيها.

 

أول مرة بدأت بخذلان

لأول مرة في سنة 2018 يتم منعي من إكمال دراسة كنت بحبها وطموحي فيها كان كبير، اتمنعت من إكمال الكورس النهائي بعد 6 سنين دراسة. الكورس النهائي ده بيتم فيه تصفية الدارسين على 4 مراحل، وأنا تم تصفيتي بعد تاني مرحلة من غير إبداء أسباب منطقية واضحة، ولا حتى معرفة درجاتي ولا اطلعت على تقييماتي، كان أمر بالغ السوء على نفسيتي، وحتى الآن لسة نفسيتي متأثرة بالموقف.

 

وقتها كان كل تفكيري إزاي ممكن حد يجهض طموحي وأحلامي وسعيي وتعبي لمدة 6 سنين تحت أي سبب؟!

وأي سبب كان هيتقالي وقتها مكنتش هقبله، لأني شفت استبعادي ظلم بيِّن اتعرضتله رغم اجتهادي ودأبي وحرصي على إكمال الدراسة.

 

وكان قدامي قرارين:

1- أتكسر وكل طموحي يتحطم.

2- أكمل في مكان تاني وأفضل ورا طموحي وحلمي.

 

وقتها قررت إني مش هتكسر ولازم أكمل، حتى لو هكمل في مكان تاني. كنت واثقة إن ربنا مستحيل يخذلني حتى لو الناس خذلوني.

فعلاً بشكل عجيب ربنا فتح سكة إني أكمل دراسات عليا في نفس المجال، وأنا دلوقتي بدرس تمهيدي ماجستير إرشاد نفسي في جامعة القاهرة.

فهمت بعدها إن نظرة ربنا لحياتي أوسع وأعمق بكتير من نظرة الناس الضيقة ليَّ، ربنا سمح بخذل صغير عشان كان بيحضرلي حاجة أكبر من طموحي الصغير اللي كنت زعلانة عليه.

ربنا كان بيوفرلي وقت وجهد عشان أروح المكان اللي خططه ليَّ بحكمته العجيبة.

 

“نون” في حياتي

بعشق الكتابة، وبكتب من وأنا عمري 12 سنة، وكان من ضمن أحلامي إن في يوم من الأيام أشوف كلامي منشور والناس تقراه وأشاركهم مشاعري وكتاباتي وأعبر عنهم من خلال قلمي، بالتحديد في شهر يناير 2018 قريت مقال لصديقة قديمة اسمها “وفاء مرزوق”، كانت منزلاه على “نون”، “وفاء” ألهمتني إني أجرب، وليه لأ؟! فعلاً كتبت أكتر من مقال وفاضلت بينهم، وبدأت أراسل “نون”، فوجئت بسرعة الرد والترحاب وأسلوبهم المفرح المشجع، وفعلاً بعت أول مقال واتنشر.

 

يوم 6/2/2018 ميتنسيش، فرحة أول مقال، وكان للمقال صدى حلو جدًا وناس كتير أشادوا بيه وشجعوني أكمل كتابة.

“نون” أكدتلي إن الأحلام ممكن في يوم تتحقق، لو لقينا ناس حلوة زي “نون” تشجعنا وتسندنا وتدعمنا بدون أي مقابل، وبالفعل بدأت أبعت المقالات واحد ورا التاني ويتنشروا.

لو كان حد قالي إن في سنة واحدة هيتنشرلي 5 مقالات، كنت هقوله إنت كداب يا أبو صلاح.

أنا ممتنة لـ”نون” على تحقيق حلم غالي على قلبي كنت بتنماه لأكتر من 15 سنة.

 

حب من العيار التقيل

صادفت في 2018 حب شبه حب أفلام الأبيض وأسود، حب قالت عليه فيروز “أهواك بلا أمل”، شاب اتقدملي 3 مرات في سنة واحدة، ورفضته لأنه غير مناسب، من كتر تمسكه بيَّ وإصراره عليَّ وقعت في حبه ولا حد سمى عليَّ، رغم إني قابلته خلال سنة كاملة مرة واحدة، لكن عرفت إن حبي له وحبه ليَّ كان حقيقي، وطبعًا لعشقي للكتابة كتبت في حضرته حبة أشعار مفيش زيها، ولأني متربية تربية صعيدي رفضت أكمل في حب مش آخره جواز.

 

اتألمت لفترة طويلة، لأني حبيت من كل قلبي، لكن رغم كسرة القلب الجامدة لتاني مرة في سنة واحدة، برضو قررت متكسرش وأقوم وأكمل، وفعلاً بمعونة ربنا قمت وكملت، وواثقة إن ربنا هيعوضني بحب ناضج واعي يكمل معايا لآخر العمر.

 

انتهت بمكاسب

– لقيت شغل كويس مع ناس كويسين ومبسوطة بيه، رغم إنه أقل من طموحي في مجال العمل.

– اتخرجت من كورس المحاضر المشوري وتم اعتمادي كمحاضر متخصص في مجال المشورة.

– قربت من صديقة اتعرفت عليها من أكتر من سنة واختبرت معاها صداقة حقيقية وناضجة، هي دايمًا بتشجعني وبتسندني وبتدفعني لتحقيق طموحي كأنه طموحها، صاحبتي الغالية “ماريان أنور”، كاتبة روائية ليها أسلوب مميز، إنسانة ناضجة وناجحة وطموحة، وصاحبة جدعة جدًا. “ماريان” مكسب كبير ليَّ في 2018.

 

سنة 2018 كان فيها خذلان ومكاسب، منحنيات صعبة، لحظات وأوقات مفرحة متتنسيش، كان فيها حاجات جميلة اختبرتها لأول مرة. ممتنة لكل لحظة في 2018، وواثقة في إلهي اللي بدأ معايا رحلة حياتي يكمل بيَّ ويثمر عمله فيَّ.

 

بدأت بخذلان وانتهت بمكاسب

 

المقالة السابقةلكريسماس دافئ في المنزل.. حضري أشهى الحلويات
المقالة القادمةكيف تتحولين لقطة شيرازي في 8 أشهر
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا