كسر سجن الخزي

1227

 

بقلم/ كريستين عادل

شعورك بالخزي مرتبط بشكل مباشر بنظرتك لنفسك، للتحرر من الخزي نحتاج في البداية أن نعرف: ما هو الخزي؟ وكيف نُسجَن بداخله؟

 

الخزي شعور مدمر للإنسان، يدمر هويته الداخلية. الخزي مرض يصيب النفس، يأتي معه شعور بالإهانة والجبن، أو الشعور بالفشل في مواجهة التحديات، أيضًا الخزي هو جرح عميق نشعر به داخلنا، ويفصلنا عن ذواتنا وعن الآخر.

الخزي نوع من جرائم قتل النفس، ونوع من أنواع الموت أثناء الحياة، أيضًا الخزي هو عدم القبول الكامل للذات.

 

في الأغلب الشعور بالخزي ينتج من فعل خطأ فعله الإنسان، لكن ما أريد أن أتكلم عنه هو الخزي الكاذب الناتج عن أفكار غير حقيقية صدقها الإنسان عن نفسه، جعلته يشعر بالخزي.

أسمع كثيرات من البنات يقلن “عمري ما كنت مبسوطة لأني اتخلقت بنت”، بنات كثيرات داخل كذبة تقول “كَوْني بنتًا فأنا أساسًا غلط”.

 

لا أريد لوم المجتمع، لكن ما تعيشه البنات منذ الطفولة سجنها داخل دائرة من الإحساس بالخزي لأنهن بنات.

فتسمع البنت كلمات مثل:

“امشي عدل في الشارع، وطي صوتك وإنتي بتتكلمي، متكلميش ولاد، اعملي اللي إنتي عايزاه لما تروحي بيت جوزك، لما الرجالة تتكلم اسكتي إنتي، البنات متقولش غير حاضر ونعم…” وغيرها من الكلمات التي رسخت داخل البنت أفكارًا ومعتقدات تؤكد شعورها بالدونية والقلة، وأنها لا تصلح أن تكون كيانًا مستقلاً، وأنها دائمًا في احتياج شخص تعيش في ظله.

 

ومعاناة أخرى.. هي تشييء البنت، يعني جعل قيمتها مثل الشيء الذي يباع ويشترى بالنقود، ويستعمل، ومن الممكن الاستغناء عنه بمجرد ما ينتهي دوره.

هذا غير النظرات الدونية التي تتلقاها البنت من المجتمع، وهي في الشارع أو العمل أو مكان الدراسة وغيرها، وشعورها بأنها مطمع للرجال وعليها طول الوقت حماية نفسها.

وعند وصول البنت لسن الزواج تجد نفسها تباع وتشترى بمقابل مادي، يشتريها الرجل بشبكة ومهر وشقة، وتجد بعدها أنها مجرد شيء للاستخدام.

 

فكيف بعد كل هذا على البنت أن تكون شابة متزنة وأمًا سوية وعاملة ذات كفاءى عالية وغيرها من الأدوار الكثيرة.

 

نتائج الخزي:

1- الخزي يحرم الإنسان من أن يعيش حياة مشبعه بالرضا.

2- يسبب الاكتئاب.

3- الإحساس بالغربة حتى ونحن وسط ناس نعرفهم ونحبهم.

4- عدم الثقة بالنفس وبالآخرين.

5- الوحدة والانعزال.

6- إدمان الكمال.

7- الإحساس العميق بالدونية.

8- الإحساس بالاضطهاد.

9- الإحساس بعدم الكفاءة والفشل.

10- التمزق الداخلي.

 

ما يعيشه المجتمع اليوم صعب تغييره، لكن ما نستطيع فعله هو تحريرنا نحن كبنات من دوائر الشعور بالخزي، التي حُبِسنا داخلها وجعلتنا ننظر لأنفسنا نظرة دونية، جعلتنا غير قادرين على الثقة بأنفسنا وبإمكانياتنا.

 

طرق عملية للتخلص من العيش داخل دوائر الخزي:

1- الاعتراف بمشاعر الخزي.

2- تغيير وفحص الأفكار، بمعنى: اطرحي كل فكرة تقول بأنك قليلة، وقولي لنفسك كلامًا حقيقيًا بدلاً من الأفكار الهدامة.

3- ابني مجتمعًا صحيًا لنفسك، حيث تستطيعين الكلام عن نفسك وعن صراعاتك وتجدين الاحتواء والقبول.

4- ثقي بنفسك وتخطي خوفك، اعملي أمورًا تنجحين فيها واحتفلي بإنجازاتك.

5- قفي عن رثاء نفسك.

6- ارفضي فكرة أنك قليلة، وارفضي أن تُستَخدمي لمصالح الغير.

7- تصالحي مع نفسك، أنتِ إنسانة داخلها القوة والضعف.

8- الأهم أنك ترفضين أن تعيشي شاعرة بالخزي.

 

ولو شاعرة بأنك مهزومة، ضعيفة، قليلة، مكسورة، وأنك بقايا إنسانة، أحب أقول لكِ:
أنتِ جميلة، غالية، مميزة، قوية. الله بنفسه الذي خلقك وأعطاكِ كرامة وحقًا في الحياة.

اكسري سجن الخزي وعيشي حريتك.

 

 

المقالة السابقةبالونة هيليوم
المقالة القادمةميه ميه كانت هتفرق في الوداع! اللحظة الأخيرة
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا