كانت أرقامنا قياسية يا شلبي

502

ايات

تم نشرة في 01/01/2017

 

عادة مش بحب أشارك حد معرفوش بشكل شخصي في موضوع وداع السنة، وعدّت عليّ سنين مكنتش بحب حتى بيني وبين نفسي إني أفكر فيها، ممكن من شدة اليأس أو الندم. لكن السنة دي قررت أشارك أكبر قدر ممكن من الناس، يمكن يكون لها معنى عند حد، أو ممكن تكون مجرد تسلية لطيفة، أو حتى أتشتم عليها، المهم إني عايزة أحكي.

 

أنا عارفة إن كل سنة بتكون مختلفة عن السنين التانية، وحتى بتختلف بين شخص والتاني، ولكن بيبقى فيه سنوات شهيرة بحاجات معينة، يعني تكون سنة كبيسة أوي مليئة بأحداث كئيبة على مستوى العالم. أقدر أقول بكل ثقة إن السنة دي برغم تقلها في العالم، وحلب وترامب والغلاء والسواد اللي عايشين فيه، إلا إنها بالنسبة ليّ ولعدد كبير من الأصدقاء، فكانت سنة الإنجازات، أو حتى الأحداث، لو مش هنقول الإنجازات، سنة التغييرات الكبيرة أو الجذرية أحيانًا.

 

بالنسبالي الأسهل في تفصيص أحداث السنة اللي فاتت، إني أقسمهم لأكثر اللحظات اللي حسيت فيهم بحاجة معينة، بالتالي قسّمت السنة بالطريقة الجاية.

 

الأكثر ألمًا

أيوة خلونا نبدأ بالألم، يمكن على ما ننهي القايمة ننهيها بشوية فرحة، اللحظات الأكثر ألمًا على الإطلاق لما بشوف اللي كان في يوم من الأيام مشروعي، صحيح مدفعتش فيه فلوس (وإن كان جوزي دفع)، بس أنا دفعت فيه تفكير وتعب ومجهود كبير جدًا، اديته من روحي ومن عقلي وكنت برمي نفسي فيه فعليًا، عشانه سِبت شغلانات تانية كنت بكسب منها أكتر.

المشروع اللي جوزي عمله مع أصحابه وأنا كنت بعتبره ابني، بس نتيجة لقلة خبرة، نتيجة لحاجات كتيرة جدًا مينفعش أقولها ع الملأ، المشروع ده مات في عيني، انسحبت منه حتى أما همّ قرروا يكملوا فيه، بالنسبالي بقى hopeless case. هنا بقى بتيجي اللحظة الأكثر إيلامًا، لما حد من الزبائن القديمة يكلمني في طلبية وأقولهم إني خلاص مبقتش معاهم، يقولولي إني كنت أحسن حاجة في الشركة ويتمنولي الخير، فعلاً دي بالنسبالي لحظة مؤلمة. 

 

لما أفتح صفحة الفيسبوك بتاعته ألاقيها ميتة، فيه تعليقات محدش بيرد عليها، رسايل مش بتتفتح، قلبي بيوجعني أوي على مجهود مستمر لمدة أكتر من سنة، بيروح هدر بمنتهى السهولة. بهزر وأقتبس جملة مارد وشوشني “كانت أرقامنا قياسية يا شلبي”، بس من جوايا ببقى حزينة فعلاً. بحاول أنسى الفترة دي من حياتي لأنها بتؤذيني نفسيًا، لأني منها عرفت إن مهما كنت شغوفة بحاجة وحطيت فيها وقت وجهد وتفكير، فيه حاجات مادية متعلقة ومتصلة مش بنقدر ننجح من غيرها.

 

الأكثر صدقًا

من غير ما أحكي تفاصيل كتيرة، بس أنا لأول مرة من سنين أكون على طبيعتي وأحس بالحرية، حريتي الشخصية في إني أعمل حاجة عايزة أعملها وبتعبر عني. مهما كان الفعل يبدو في نظر الناس صبياني وغير عقلاني وطفولي ومفكرتش فيه قبل ما أعمله، بس كل القرارات اللي نفذتها السنة دي جت بعد سنين كتيرة جدًا من عدم الراحة والقلق والتفكير في المواضيع على كل الأوجه، دي كانت أول مرة أحس بحريتي على أكتر من مستوى، لحظات من الفرحة بالحرية محسيتهاش كتير في حياتي، جت بالتخلص من حاجات كتيرة رابطاني ومكتفاني حتى لو كانت علاقات صداقة. قررت إني أخيرًا أكون على حريتي ولو ظهرت ظالمة أو متعجرفة أو حتى غبية، بس أصبحت إنسانة حرة.

 

الأكثر إنجازًا

قد يبدو إنجاز أهبل للبعض، بس محاولتنا كأصحاب إننا نشوف بعض كل شهر على الأقل مرة، دي كانت من أكتر الحاجات اللي استريحت فيها وحبيتها السنة دي. عرفنا نروح رحلة واحدة بس مع بعض كانت الأحلى في سنين عمري، صحيح معرفناش نكررها تاني وشبح النحس ركبنا، بس إنبوكس لمتنا الحلوة من أكتر الحاجات اللي ادتني دعم طول السنة دي.

 

الكابوس

ودي كانت الفترة اللي اتقالي فيها إنه اتخطف من على قهوة في وسط البلد، فضلت محتفظة بابتسامة هبلة ومش عارفة إيه اللي بيحصل، محبوسة في البيت والناس من ضمنهم جوزي بيجري وراه من قسم لقسم لمحكمة، رغم عياطي الكتير بس كنت مقتنعة إنه كابوس يعني، بتقولوا إيه! اللحظة اللي اتأكدت فيها إنه مش كابوس كانت اللحظة اللي شفته ورا القضبان، وخرجت من القسم منهارة وبعيّط، لحظة اكتشاف إن الكابوس حقيقة مش خيال. نفسي يا رب ماحسش الإحساس ده تاني أبدًا.

 

الأكثر فرحًا

مش فاكرة إني في 2016 حسيت بفرحة صافية، نفسي أقول إني أكتر لحظة كنت فرحانة فيها لما كنت مع أهلي مثلاً أو جوزي وبنتي أو صحابي، لكن على قد ما الذاكرة تجيب فمرتين الفرحة الصافية كنت فيهم لوحدي، المرة الأولى لما نجحت إني أصلح طابعة الاستيكرات في الشغل بعد ما الكل فشل. 

المرة التانية لما قعدت شهور مش عارفة أشرب قهوة عشان عزلت من بيت لبيت ومكانش عندي بوتجاز، أول فنجان قهوة عرفت أشربه بعد شهور الحرمان، كان عبارة عن فنجان من الفرحة الخالصة.

 

الأكثر نضجًا

أنا كنت معروفة بحب عمل التحديات والقوائم، لما تمّيت 27 سنة عملت قايمة طويلة جدًا بحاجات أعملها قبل ما أتم 30 سنة. أنا السنة دي تميت 30 سنة، والقايمة متنفذتش زي ما كنت بتمنى، حتى قايمة الكتب اللي عملتها أول السنة مخلصتش. بس للدهشة أنا لأول مرة مكنتش زعلانة أو متضايقة من ده، يعني عادي تصالحت مع ده، مقدرتش أخلص عشان ظروفي جت كده. السنة كانت مليانة أحداث لحد ما جالها تخمة، ليه أجلد نفسي عشان مربى متعملتش وشال كروشيه مشتغلتوش وكتب مكانش فيه وقت ولا رغبة في قرايتها.

 

اللي خلاني أحس بالنضج أكتر، إني معنديش توقعات لـ2017، محطيتش خطط لما أتم 35 سنة، يعني بقيت متقبلة أكتر لفكرة إني أعيش كده، ممكن أعمل خطط شديدة القِصَر، بس طويلة الأمد، حتى لو لسنة واحدة، ده صعب وصعب جدًا، السنة الواحدة ممكن يبقى من أحداث يخليني أتساءل أنا بنت مين يا دادة، فأكيد وقتها مش بكون فاضية عشان أحس إني محتاجة أحقق حلم إني أعمل شال من الكروشيه لأمي أو بطانية كروشيه زي الباتش وورك لبنتي.

 

مش بتمنى حاجة من 2017 غير إنها تيجي بصدمات أقل نضج أكتر، ورزق أكتر من كل الجهات، الحب والصحة والصحبة الحلوة والفلوس، وخبز الحلويات الحلوة الكتيرة. ويا رب لو عملت كارير شيفت تاني السنة دي، يكون بطريقة مدروسة بشكل أكبر، بحيث إني مرجعش أندم بعدها بشوية زي ما حصل قبل كده.

 

المقالة السابقةرئيس الوزراء
المقالة القادمةفي عيد ميلادي الثلاثين ماذا تعلمت في تلك الرحلة! محاولات في مواجهة الثلاثين

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا