قوانين الحب السبعة بين المحبين

9882

اسمي ياسمين، عمري 33 سنة، قضيت منهم 10 سنوات مع الرجل الذي أُحبه، أي ثُلُث عمري تقريبًا!

أمر لطيف بالطبع، وتجربة تستحق أن تُعاش طالما كانت مع الشريك المناسب، لكن.. في الواقع، دعوني أُخبركم أن الأبواب المُغلقة تُخفي أكثر مما تُظهر، فلحظات الفرح والضحك والصور السعيدة التي نتشاركها على السوشيال ميديا ليست هي السائدة دومًا، كذلك الدراما التي نفعلها أو نفتعلها ليست أيضًا البطل الأوحد للمشهد، فكلاهما يأتيان جنبًا إلى جنب تمامًا كنصفيّ الكوب الفارغ والآخر الممتليء.

لذا واحتفالاً مني بعشر سنوات حب، 10 سنوات حياة، قررت النظر للوحة كاملةً دون تغطية أي جزءٍ منها، في محاولة لاستنباط مراحل العلاقات طويلة الأمد وأساس الحب الحقيقي، عسى أن يستفيد آخرون من مشوار سبقهم إليه غيرهم، فيتجنبوا سقطات لا داعي لها، ويجتازوا المسافات بشكل أسرع وأكثر سلاسة مُتسلحين بالأمل.

قوانين الحب بين الزوجين

القانون الأول: الحب يشحذ قوانا فيجعلنا خارقين

بدايات العلاقات عادةً ما تكون سماءً شاسعةً مُرَصَّعَةً بالفراشات الملونة المُبهجة، في الوقت الذي يتم فيه اعتبار كل تفصيلة غرامية مهما بدت هامشية أو بسيطة من مُسببات السعادة، الأمر الذي قد يؤدي إلى شعور بالتُخمَة من فَرط الولَه والشغف بالحبيب، بل وتقديسه حَد اعتباره إلهًا أحيانًا، أو على أقل تقدير شخصًا لا مثيل له أبدًا، كيف لا وهو الأروع والأفضل بكل شيء؟

ومع وقوعنا بفَخ الحُب تتفتح كل براعم العشق داخلنا، فتمنحنا قوة وقُدرة على تحدي كل شيء وأي شيء، يملؤنا إيمانٌ بأننا نستطيع أن “نفوت بالحديد”، لن يهزمنا أحد طالما أننا مع هذا الشريك الرائع الذي اخترناه/اختارنا.

تعرفي أيضًا على: حلم الارتباط والحب: لسة في الأيام أمل مستنيينه

القانون الثاني: الحب يُقوينا، لكنه أيضًا يخدعنا

أن يكون شريكنا بالعلاقة هو الأنسب لنا هذا أمر عظيم جدًا بالفِعل، لكنه لا يَعني إطلاقًا أن هذا الشريك هو أفضل شخص بالعالم أو أنه لا عيوب فيه. فمن جهة، ما مِن أحد مثالي تمامًا، ومن أخرى، الأيام والعشرة كفيلان بأن يُظهرا لنا ذلك، وبالتالي ما مِن داعٍ لخداع أنفسنا.

وإدراك أن الطرف الذي قررنا استكمال حياتنا معه ليس أفضل إنسان بالوجود، أمر لا يُعيبه ولا يُعيبنا طالما أنه يُناسبنا نحن دون غيرنا، وإنما يعكس واقعًا ونُضجًا حقيقيًا لا يشوبه مُراهقةَ أو سوء تقدير، وبينما البعض يعرفون ذلك بمفردهم، هناك مَن يضطرون لخوض التجربة لإدراكه.

تعرفي أيضًا على: كيف أجد الحب الحقيقي؟ الحب الحقيقي لا يموت بموت صاحبه

القانون الثالث: الحب + الزمن = حب شكل تاني

بمرور الزمن على العلاقة، والكثير من العشرة خاصةً مع الزواج كشكل للارتباط، تدخل تفاصيل مُستَجَدَّة للصورة في حين تتنَحَّى أخرى. فمع اعتياد مميزات الشريك، وظهور عيوب الطرفين على السطح، تهدأ وتيرة الشغف وتخفت جذوة اللهفة، ويكف الشريكان عن الطيران بنسبةٍ ما تختلف من زوج لآخر.

في الوقت نفسه يضرب الحب جذوره بالأرض، ويتولَّد الاستقرار، فيستشعر المُحبون ماهية السَنَد، السَكينة، السَكَن، تلك المفردات التي كُنَّا نَحسبها وسيلة الكبار/العواجيز المُهذَّبة للتعبير عن رحيل الحُب وبقاء الأُلفَة. لم نُكن نُدرك أن تلك المُفردات هي وجه آخر وجديد للحُب، ولا تقل أهمية عنه، بل هي الغذاء الذي تقتات عليه العلاقات لتكبر، وتزداد عُمقًا، فتزدهر ولا تنتهي.

تعرفي على: قواعد الحب العشرة بين المحبين

القانون الرابع: الحب أيضًا يشيخ، الحب أيضًا يموت

مع وجود أطفال ينشغل الطرفين عن بعضهما البعض، ويصبح قضائهما وقتًا على انفراد أمرًا شبه نادر، هنا تظهر تحديات جديدة ُتُهدد حميمية العلاقة وخصوصيتها. فبالرغم مما تمنحه العشرة من (بونص)  للمُحبين، يتميزون به عن الآخرين الذين مازالوا بأول عهدهم بالحكاية.

حيث يُمَكِّنُهُم بسهولة من قراءة الآخر، استنباط ما يُفكر به، امتصاص غضبه، تلافى إزعاجه، تحسين حالته المزاجية، كلٍ في زمنٍ قياسي يوفر وقتًا هائلاً يستهلكه المُبتدئون، إلا أنّ ذلك لا يمنع المُخضرمين من الوقوع أحيانًا بفخ الاستسهال وآخذ الشريك  كحقيقة مُسَلَّم بها، غير قابلة للخسارة.

ومع الوقت يُسقَط الحبيب من الحسابات، ثم يُوَضَع بمرتبة بعيدة بسلم الأولويات بعد أن كان أولها، يحدث هذا على الأغلب دون قَصد إلا أن ذلك لا يمنع كونه كارثيًا، هنا تصبح إعادة تقييم العلاقة والشُغل عليها أمرًا واجبًا ومطلوبًا وإلا على الحُب السلام.

القانون الخامس: الحب قد يَفنى، لكنه يُستَحدَث ممن عَزَم

يكبر الأطفال أمام نظر ذويهم، فإذا بهم يحتلون مساحًة هائلًة من القلب، بينما يتضاءل حب الشريك لشريكه قابعًا بنهاية اللوحة لا أولها، المحظوظ هو من نجح في إعلاء شرارة الحب قبل انطفائها للأبد. فالجميل بالحب أنه إذا ما توفّر العزم والنية الصادقة لإعادته لصدارة المشهد لا يلبث أن يكبر ويتضاعف من جديد بسرعة وسلاسة، دون حاجة إلا لمعاودة الاهتمام بالتفاصيل والاحتفاء بالآخر عن اقتناع دون ادعاء أو مُجاملة.

 القانون السادس: الحب منه وإليه نعود

السر في الشغف، الحل في العودة للبدايات، ذلك لأن السنين تستهلك أبطال الحواديت، تُنسيهم طعم اللهفة، بهجة الاكتشاف، لذة الاختلاس، دَهشة المرات الأولى، فتتحوَّل قلوبهم إلى غُرَف غطتها الأتربة، حجرات مسكونة لكن منسية. هنا يصبح من الضروري على شركاء الحياة لا إعادة فتح الأبواب المُغلقة فحسب بل وكذلك طرق أبوابًا جديدةً تُعيد للروح خِفَّتها، وللقلب شبابه.

القانون الأخير: التجربة هي الفَيصَل

القوانين الستة السابقين ليست قرآنًا ولا قواعد حتمية بالضرورة، فالبعض يمكن أن يكون حظهم أفضل كثيرًا، أو أسوأ بمراحل، بعض العلاقات قد تكون أكثر سلاسة أو أشد تعقيدًا، ليبق الفَيصل الوحيد هو التجربة الشخصية التي يضع فيها كل زوجين من روحيهما تاركين عليها بصمات لا يمتلكها غيرهما ما قد ينتُج عنه بالتبعية تغيير خارطة الطريق بأكملها.

وبالتالي، يُمكن اعتبار هذا المقال بقوانين الحب الصادق التي يقدمها، مُجَرد  مُفَكِّرّة إرشادية، لتسهيل الرحلة، والاستدلال بها وسط عتمة الطريق، فإن لم تُزده نورًا بالطبع لن تُزيده وحشةً ولا نفورًا، وإن كان حينها سيكون عليكم صنع خريطتكم الخاصة، وقوانين لعبتكم، لعبة الحب.. فإن حدث ذلك لا تنسوا أن تتشاركوها معنا، عساكم تُنيرون أنتم أيضًا عتمة غيركم.

المقالة السابقةحقائق مرعبة عن تاريخ الجمال والألم
المقالة القادمةعن الحب والعشرة والعجول الثلاثة
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا