قلب الفراشات

2456

 

البنت بتكبر تخلص مدرستها.. كليتها.. تخرج لسوق الشغل.. بتخرج من يرقتها وتفكك شرنقتها وتواجه الدنيا،

فراشة رقيقة بألوانها الخاطفة، فراشة ف خفتها وجمالها وخطفها للأنظار، ووقارها ومكانتها بين المخلوقات الشبيهة.

قلبها من نور، بالتالي بتدور على نور تتحد معاه ويكملها، تعيش جنبه ف دفا ووضوح ورؤية قوية، لكنها متعرفش إنها هشة أو عرفت ونسيت،

أو عرفت واتناست! وبتنسى كمان إن النور بيعشق صيد الفراشات، جايز يكون من حبه فيها بيحضنها اوي فبيحرقها، وجايز يكون أناني مبسوط بكونه جذاب.

فراشتنا ساعة ما بتلمح خيط نور من بعيد مبتفتكرش كل ضحايا النور، بتفتكر بس حاجتها للدفا والشوف،

بتتكلم مع كل اللي حواليها عن جماله ووهجه وعن فوايد النور، وتروح بخطى ثابتة، لطريق الانتحار.

فراشتي الجميلة.. للنور أيضا أمور قاتلة..

النور اللي كلنا محتاجينه وبنضيع عمرنا ف انتظاره هو نفسه اللي بيحرق جمالنا، وهو اللي ممكن وهجه يزيد ويعمينا، وهو بردو اللي ممكن يمشي معانا ويورينا حاجات وينطفي ويسيبنا ف وسط الطريق ونكمل مشوارنا بنبطش ف الضلمة،

ده كمان النور كتير كان أصله نار. وساعات بييجي بدري أوي، وفجأة، قبل ما نستعدله، ويجيب ساعتها صداع ونُعقد حواجبنا ونحط إيدنا تضلل على عيونا علشان يا دوبك نشوف قدامنا.

يا جميلة بين كل مثيلاتها وسيدة جنسها.. قبل ما تدوري على النور اجهزيله، اصقلي روحك واعكسي عليها نور قلبك وشوفي، إنتي بس فكريه إن هو أصل النور،

هو أصل الشوف والرؤية، شوفي بيه وصدقيه.. قلبك المنوّر هيطلعله جناحات ملونة وزاهية ولو حتى اتحرقت ميت مرة.

أهم حاجة اوعي بس قوتك تضيع جمالك ورقتك أو تدخلك تاني جوة الشرنقة، كل اللي عليكي إنك تجهزي عشان لما تشوفي النور متجريش عليه وتنسي كل الحرايق السابقة، سيبي بينك وبينه المسافة الكافية، اللي تعرفك على الطريق.. ومتحرقكيش..

المقالة السابقةالنور.. وجدتي
المقالة القادمةالصرصار الذي قصم ظهر البعير

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا