قلب الأم

456

 

سارة سرحان

 

 

  • إنتي مالك مسروعة على البت كده؟! اهدي.. هو محدش خلِّف غيرك؟!
  • لا.. بس أنا مخلِّفتش غيرها!

 

أمي.. حماتي.. كل الستات اللي خلفوا وعدى على هذا الحدث في حياتهم  سنين أو أكتر.. كل الإخوة الرجالة اللي بيبصولي بنظرة شفقة وابتسامة خفيفة بمعنى “يا حرام!”.. كل اللي بيقولوا لأي أم جديدة: “اهدي.. هتطلعي بنتك متدلعة بخوفك عليها ده”.. ليكو كلكو: مش ههدى على فكرة.

“قلب الأم”.. كلمة بتتقال ساعات كتير بتريقة.. وأنا كنت بقولها كمان.. لحد ما ربنا رزقني ببنوتة -على كبر زي أمي ما شايفة- عشان أكتشف إن قلب الأم دايمًا واجعها، طول الوقت حاسة إنها “مقصّرة”، “بتعمل أقصى ما عندها”، “مش فاهمة”، “خايفة”، “مفيش في إيدها حاجة تانية”.

ولو أم بتشتغل زيي يبقى ضيف كمان “مش مهتمة كفاية”، “مشغولة عن عيالها بشغلها”، “طب أعمل إيه؟”، “عندي طموح”، “عندي عيال”، “مين أهم؟”.. وضيف على كل ده كمان إن فيه زوج.. راجل له مطالب، ومحسسها طول الوقت إنها انشغلت عنه بعيالها، ولو راجل عينه زايغة هيبقى ده مبرر قوي يحطه في عين التخين لو حد لامه.

“قلب الأم”.. حاجة كده عاملة زي ميدان الجيزة الساعة اتنين الضهر يوم الإتنين.. بالذات لو حد من عيالها غلط في حاجة وهي مشغولة عنه -بشغلها أو شغل البيت مش هتفرق- بتبقى غضبانة وعاوزة تضربه، أو بتضربه فعلًا.. “بس أنا اللي غلطانة عشان سبته لوحده.. بس هو أنا هعمل إيه ولا إيه؟ هو مفيش حد بيساعدني ليه؟ ما هو لو حد بيقدّر كان زماني تعبانة أقل.. ما هو لو الظروف تسمح كنت جبت حد يعمل الشغل ده وفضيتله.. ما هو…”.

وييجي جوزها يشوف الدنيا مقلوبة، فيصوّر الواد ولا البت في وسط المصيبة وينزلها على الفيسبوك.. وبعدين السؤال اللي بيقفل أي محاولة للتعاطف: “عملتي الغدا يا روحي؟”.

 

 

 

 

 

المقالة السابقةFrozen يجمّد البطولة الذكورية
المقالة القادمةسجن النسا يبدأ من أسمائهن
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا