في ديسمبر تنتهي كل الأحلام.. لتبدأ أخرى

1308

بقلم/ سمر درويش

كانت لـ”الأثير عبد الله” رواية تُسمى “في ديسمبر تنتهي الأحلام”، أعجبتني كثيرًا، كما أن تلك الرواية علقت بقلبي لفترة ليست بهينة من الوقت منذ صدورها، إلا أنني وقفت كثيرًا لأتامل فخامة العنوان، ولكني شعرت أن للعنوان بداخلي بقية.. فلنخرج من حيز الرواية لديسمبر ذاته.

 

نحن في ديسمبر مختلفون وأيضًا متفقون.. ولكن على أي شيء نتفق؟ وفي أي شيء نختلف؟ نحن لا نختلف كيف نحيا هذا الشهر تقريبًا، بل أكثرنا -إن لم يكن جميعنا- يفضلون العزلة والبقاء في صمت، حتى وهو يمارس يومه بكل تفاصيله، يبقى شيء ما بداخله ساكن يرفض أن يتحرك، ولسانه صامت رغم إفصاحه لكنه لا ينطق.. ولكننا نختلف وراء الإصابة بتلك الحالة الشعورية.

منا من يُعيد هيكلة حياته ليبدأ مجددًا، والبعض يغلق دفتره القديم ليهم بشراء دفتر جديد ذي تصميم مختلف تمام الاختلاف عما كان عليه، وآخرون ينتهون بنهايته، لا يبدون أي رغبة في التحرك مجددًا، حيث اللا قوة لأي شيء واللا رغبة في الاستمرارية، لا يريد أن يعاند الحياة ولا يريدها أن تعانده، وهناك من أخذ من ديسمبر محطة للاستراحة ليواصل سيره، فهو يعرف جيدًا ما ينويه ويفعله، لكنه لا يريد حياته كالخط المستقيم حتى لا ينقسم بالمنتصف، يؤمن أن تلك الاستراحات لا بد لها نهاية، فهي لا تعرقل سيره بل تشحن زاده لمواصلة المشوار.

في ديسمبر تنتهي الآلام لتبدأ الآمال.. والأمنيات.

في ديسمبر تنفد المعافرة أحيانًا، وإما أن نقعد على كراسي الانتظار لحياة جديدة بعيش جديد، وإما ننفض أوراق الخريف وندعها تتساقط منا، لنستقبل أمطارًا تنبت أحلامنا وتزهر أمانينا.

 

ديسمبر وما يليه من أشهر قليلة ما هي إلا مراحل لاختبار الصبر، لنستقبل ربيعًا يحمل لنا الخير.
ديسمبر حالة وليس شهرًا، إنه الخطة التي تنتظر التوقيع، أو ورقة نُطويها ونلقي بها في سلة المهملات.
ديسمبر عهد وميثاق ينتظر عامًا جديدًا للوفاء به.. ديسمبر روشتة للقادم لما كنت تعانيه بالأمس.
ديسمبر إما أن يكون تأشيرة سفر لرحلة ممتعة مع الغد وإما إقرار بإقامة جبرية في أرض الفشل والعجز واللوم.

 

في ديسمبر تتساقط أوراق الشجر الذابلة، ليكتسي مرة أخرى بأوراق جديدة زاهية ومفعمة بالحياة، تمامًا كما يحدث للبعض، حين تتجدد روحه بالأمل.
ديسمبر هو شهر الامتحان الذي تجتازه أو ترسب فيه.. بإرادتك الحرة.
إن ديسمبر هو ما تختاره أنت لنفسك، فهل ستنتهى بك الأحلام أم ستبدأ؟

 

ديسمبر حالة وليس شهرًا

 

المقالة السابقةعلم طفلك قول “لا”
المقالة القادمةبعد البداية
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا