سوا نبني

576

نبني مش نهدم.

في حياتي تعرضت لانتقادات من أناس كثيرين كادت أن تهدم حياتي، ولولا تشجيع آخرين أيضًا لما استمررت.

وهذا شجعني أيضًا أن أحرص على تشجيع الآخرين.. مش نفاق.. لكن مساعدة حقيقية عشان يكونوا أفضل.

 

ولأني حساسة جدًا جدًا.. راجعت المواقف إللي جُرحِت فيها من انتقاد الناس حتى لا أكرر أنا نفس الأمر مع الآخرين أيضًا.

 

كيف يكون نقدي بالفعل بنّاءً؟

أولاً: اختيار الوقت المناسب لتوجيه النقد.. مش أي وقت ينفع إنك تنتقد شخص أو توجهه.

ساعات الناس بتبقى مش مستعدة إنها تسمع نقد وبتبقى محتاجة للمسات حانية.

يعني ممكن نأجل نقدنا وتوجيهاتنا لوقت آخر.

 

ثانيًا: علاقتنا بالشخص الذي نوجه له النقد ومدى استعداده أن يقبل منا التوجيه.. توجيه النقد لصديقي المقرب غير توجيه النقد لشخص لا أعرفه.. وهذا أمر خطير.. فكم من كلمات كانت سببًا في تقويم أشخاص! وكم من كلمات كانت سببًا في تدمير حياة آخرين.. ودفعهم للانتحار!

 

ثالثًا: يفضّل أن لا يكون النقد أمام الناس.. لا أنسى يومًا جرحني أحدهم بنقد لاذع أمام مجموعة من الأشخاص وفي تجمّع لا يعرفني فيه أغلب الحاضرين.. ليستطيعوا أن يميّزوا مدى اتفاق ما قاله الشخص عني أم هو تجنٍّ وتعدٍّ على شخصي.. كان هذا سبب ألم نفسي كبير لي.

 

ورغم عدم غضبي من النقد والكلام فلكل شخص حرية الرأي، إلا أن أكثر ما أحرجني وأحزنني جموع الحاضرين الذين سمعوا وأخذوا فكرة سيئة عني.. في الوقت الذي لم أستطع فيه الدفاع عن نفسي.

كم يكون جميلاً أن تكون انتقاداتنا وآرائنا السلبية على انفراد.. وفي خصوصية شديدة!

 

رابعًا: دوافع النقد.. هناك من ينقدون بدافع الانتقام.. أو عن حسد وغيره، وهؤلاء ما أكثرهم في مجتمعنا! يسمونهم أعداء النجاح.. لذا وجب أن أراجع نفسي ودوافعي قبل كل كلمة.. حتى لا أكون مثلهم.

 

خامسًا: الأسلوب والطريقة التي نستخدمها في توجيه النقد، كيف نبدأ بمدح الأمور الجميلة أولاً ونتطرق بعدها للأمور السلبية.. كيف نعبّر عن آرائنا في محبة.. وأسلوب راقٍ ومهذب.

أتذكر صديقتي التي كانت تتباهى بصراحتها: “أنا بقول للأعور إنت أعور في عينه”. وفي داخلي أقول آه يا صديقتي لقد قلعتِ للأعور عينه الأخرى!

 

رفقًا بالناس..سوا نبني.. لا نهدم.. حتى نقدنا يجب أن يبني.. ما أجمل أن نستمتع بتطور وبناء الآخرين! فيكون النقد للبناء.. ولا يكون نقضًا أو هدمًا.. هي شعرة صغيرة بين النقد والنقض.. ليكن شعارنا سوا نبني.. ولتعلو أبنية الجميع ونستمتع بتطورنا للأفضل.. سوا نبني.. نتطور.. نستمتع.

المقالة السابقةكيف ادفي نفسي من البرد؟ طرق الوصول للدفء من المنزل
المقالة القادمةخدتي م اللي تحت الحوض يا لينا؟

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا