سبع تدابير كبيرة لنجاح مشروعك الصغير

612

عندما بدأت مشروعي الخاص في تصميم وتنفيذ ملابس السهرة لم أكن أملك شيئًا على الإطلاق.. لم يكن لديَّ المال لاستئجار مكاني الخاص، ولم يكن لديَّ أي ممتلكات خاصة أبيعها.. لا شيء سوى ماكينة خياطة منزلية صغيرة، وخبرة عشرة أعوام في أتيليهات مختلفة، وبعض الأصدقاء المخلصين على صفحات التواصل الاجتماعي.

 

لكن ذلك لم يقف حائلاً أمام طموحي، فلقد كانت ولا زالت طموحي عريضة. بدأت مشروعي الخاص في منزلي حتى إشعار آخر. شعرت وقتها بحماس شديد، فطبقًا لحكايات أصحاب المشاريع الصغيرة الحماسية الذين سمعت منهم أكثر من مرة في التجمعات الخاصة بدعم المشاريع الصغيرة الأمر سهل، فهم استطاعوا أن يفتحوا عشرة فروع لمشروعهم الصغير في عام واحد فقط، وأصبح لديهم الآن مائة موظف.

 

وطبقًا لهذا الفيلم الأجنبي الذي شاهدته، البطلة وجدت ممولاً ثريًا جدًا يؤمن بموهبتها ويدعمها بعد عامها الثاني من إنشاء المشروع، وطبقًا لهذا المسلسل الذي اهتمت فيه إحدى نجمات السينما بتصميم مصممة الأزياء الموهوبة المغمورة فارتدته في إحدى المناسبات الهامة وصنعت منها نجمة في أقل من ستة أشهر.. الأمر سهل ويسير ولا نحتاج أكثر من الموهبة.

 

ولكني اكتشفت أن الحقيقة غير الواقع، فإدارة عمل من المنزل دون رأس مال يُذكَر ليست بالأمر السهل، خصوصًا وإن كنت أمًا لطفلة وتشاركين زوجك في كل مصاريف المنزل وتدفعين إيجارًا للمنزل فقط أكثر من ألفي جنيه، فإن كان “اللي جاي على قد اللي رايح” قبل رفع الدعم فهو الآن أقل من “اللي رايح” بكثير.

 

بما أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة إلا على شاشات التلفاز فقط، فالمشاريع الصغيرة تحتاج إلى تدابير كبيرة، من أجل أن نضعها على أول الطريق، أو ما نسميه بنقطة الصفر.. اختصرتها أنا لسبع خطوات، ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أيضًا.

 

الخطوة الأولى: التسويق الإلكتروني

فهو سر نجاح أي مشروع حاليًا أيًّا كان حجمه، وما يعيب هذه الخطوة لغز “البيضة الأول أم الفرخة” فإن كنتِ مثلي فأنتِ لا تملكين ما يُمكِّنك من عمل إعلان ممول، وإن لم تستطيعين عمل إعلان ممول، فحتمًا أنتِ لا تملكين المال، وهنا كان عليَّ حل اللغز، والحل عزيزتي في جروبات البيع والشراء على الفيسبوك. فقط عليكِ بصياغة إعلان شيق تضعين فيه أفضل ما لديك من صور، واجعليها صورًا حقيقة لمنتجك، فزبون الفيسبوك على دراية بجميع الصور المتداولة ويعرف جيدًا من أصحابها الحقيقيون، فاستعيني بصورة من الواقع.

 

دعي البوست على الجروب عدة ساعات قبل أن تجيبي على أي تساؤل، فكلما زادت التعليقات زاد عدد الأشخاص الذين يرون البوست، وحددي مع الوقت الجروبات الأكثر تفاعلاً معك توفيرًا للوقت والمجهود.

 

أما عن الخطوة الثانية فهي التصوير

فإن كنتِ تجدين إعلانات الفيسبوك الممولة مكلفة، فعليكِ أن تقابلي أسعار التصوير الاحترافي، ولذا وجب عليكِ أن تصوري بنفسك. وفي هذه الحالة لا تحتاجين أكثر من كاميرا موبايل جيدة، خلفية مناسبة، ضوء النهار، وبضع فيديوهات على اليوتيوب عن كيفية تصوير منتجك بشكل احترافي. وإن فشلتِ مثلي في النهاية فما عليكِ إلا أن تطاردي العميل من أجل صورة جيدة، وإن كانت سلعتك أكثر تداولاً مني فأنتِ محظوظة، فقط عليكِ إغراؤه بخصم خاص في حالة إرساله الصورة.

 

لكن الأمر لم ينتهِ بعد، فإن كنتِ جديدة في السوق عليكِ لفترة لا بأس بها الالتزام بالخطوة الثالثة، ألا وهي:

جودة المحترفين وسعر الهواة

فلن يغري العميل بتجربة سلعتك إلا السعر المميز، ولن يجعله يعيد الكرة أو يرشحك للآخرين إلا جودتها مقارنة بسعرها.

ولتوفير النقطة الثالثة عليك البحث عن الخطوة الرابعة وهي:

 

العمالة الجيدة بسعر رخيص

لن يتوافر لكِ ذلك إلا من خلال نساء تملكن نفس ظروفك، فإن استطعتِ أن توفري لهن المرونة في المواعيد أو استقبلتِ أطفالهن في منزلك، أو أرسلتِ لهن العمل إلى المنزل، وفرن لكِ جودة مُرضية بسعر مناسب في المقابل.. فأنتِ لا تعلمي عدد النساء اللائي عجزن عن العمل برغم احتياجهن له بسبب ظروف الأطفال أو متابعة المنزل.

 

أما عن الخطوة الخامسة فهي شديدة الأهمية: الوصول السريع يكمن في العلاقات

الحقيقة عزيزتي إنك لا تحتاجين إلى نجمة سينما لتصلين إلى أكبر عدد من المتابعين، فنجوم اليوم هم نجوم السوشيال ميديا.. يكفيكِ فتاة واحدة من نجوم السوشيال ميديا ترشح منتجك الخاص سواء إن كانت قطعة ملابس، لوحة مرسومة باختلاف أو حتى وجبة لذيذة مُعدَّة بعناية في المنزل. فقط عليها أن تضع صورتها على الإنستجرام مع ذكر صفحتك الخاصة لتصبح حياتك مختلفة تمامًا.. ابحثي عن إحداهن وأعطيها إحدي قطعك الفريدة هدية، ولكن لا تبحثي عن أكثرهن شهرة، فالمشاهير بزيادة يطلبن الكثير مقابل ارتدائهن القطعة. ابحثي عن واحدة متوسطة الشهرة فهذه ستقبل هديتك مقابل بوست لطيف.

 

الخطوة السادسة تكمن في التعاون

ادعمي غيرك حتى يدعمك غيرك.. فعندما ترشحين الأخريات من رائدات الأعمال فهن بدورهن يرشحنك.. كوني يسرية “اللي ليها واجب في كل بيت ومسيرة يتردلك”.

 

أما عن الخطوة السابعة

فقد تبدو لكِ عزيزتي نصيحة تقليدية، ولكني أراها سر النجاح الحقيقي.. الصبر ثم الصبر.. فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأسن وحتى إن أصابك اليأس يومًا فاجعليه يأسًا يضيء ولا يحترق.

أنا طبقتها على مشروعي الصغير، وبدأت أجني ثمار نجاحي، وأعتقد أنها تناسب أي مشروع صغير آخر.

خطوات ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة

إنتي قدها، سينجل ماذر، تسويق، مشروع

المقالة السابقةماذا تُعلِّمنا مشاهد موت الأب في أفلام الكارتون؟
المقالة القادمة7 أمور يجب أن تعرفها قبل الزواج من سينجل ماذر

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا