زي النهارده من سنة

1550

من كام أسبوع كده اكتشفت أبلكيشن على فيسبوك اسمه “زي النهارده”.. الأبلكيشن بيجيبلك تاريخك من يوم ما عملت الفيسبوك، ويقولك زي النهارده ف كل سنة من اللي فاتوا إنت قلت إيه وصحابك قالوا إيه.

 

أقولكم الصراحة.. في الأول كنت خايفة أستخدمه؛ كنت خايفة يفكرني بحاجات سخيفة ماتت واتدفنت ويطلّعهالي من القبور عفاريت، خفت من العفاريت ومجربتش الأبلكيشن، وفي يوم كنت قاعدة في الشغل فتحت الفيسبوك، ولا إراديًا ضغطت على الأبلكيشن واتفرجت.

 

أول يوم استخدمت فيه الأبلكيشن ده اكتشفت إني كنت كاتبة من سنة على البروفايل إني بجرب ماسك لمعالجة حروق الشمس، وواحدة صاحبتي بتنصحني آكل تبولة، بصيت حواليّ واكتشفت إن بعد سنة من اليوم ده، أنا بشتغل في الشركة اللي أنتجت الماسك ده وكتبت عنه وقتها ع البروفايل.

 

بعدها بكام يوم بدور في أرشيف دماغي، لقيت إن في يوم أنا كنت كاتبة ع الفيسبوك إن نفسي أشتغل في شركة من بتوع مستحضرات التجميل، وأتعامل مع المواد دي بإيدي، كان الشاهد من الكلام وقتها إني شفت حلقة لأوبرا وينفري بتتكلم فيها عن شركة إيفون وعن مستحضراتها، بصيت حواليّ واكتشفت إني دلوقتي وبعد سنة، أنا بشتغل في شركة مستحضرات تجميل بالفعل، آه مش بتعامل مع المواد بإيدي، وآه بشتغل في الإدارة مش في المصنع، بس من سنة كان نفسي أشتغل مع مستحضرات التجميل وآديني دلوقتي هناك.

 

مش هكدب عليكم، فيه أشباح طلعتلي من الأبلكيشن، فيه شياطين كتير كانت مستخبية في التعليقات، اكتشفت إني من سنة كنت ممسوسة، حاجة كده أقرب للعَتَه، عفاريت العته طلعتلي من الأبلكيشن وفكرتني.

 

عجبتني اللعبة رغم العفاريت، بقيت كل كام يوم أدخل ألعبها، وأتفرج على نفسي من سنة، أوقات كان قلبي بيوجعني على اللي كنت عايشاه، وأوقات بحس إني كبرت أوي وعدّى عليّ خبرات كتير.

 

الوقت اللي هيتنشر فيه المقال ده، هيبقى بقالي سنة واخدة حريتي، هفتح فيسبوك يومها وألاقي إن زي اليوم ده من سنة كنت فاكرة إني اتكسرت، كنت متخيلة إن حياتي باظت ووقفت وإني خربتها ومفيش طريق لتصليح اللي فات.

 

بس دلوقتي وبعد سنة، أنا رجعت تاني قوية جدًا، رجعت تاني ناجحة إلى حد كبير، بضحك أكتر من الأول، وبحب الدنيا أكتر.

 

زي النهارده من سنة كنت عالقة في حكاية مخلياني بنزف مشاعري ودمي ع الأسفلت، في حين إني دلوقتي وبعد سنة فهمت الحب صح، وحياتي اتصلحت.

 

مش دايمًا التفكير في اللي فات بيكون وحش، أوقات بنبص ع التاريخ وننبسط، التغيير دايمًا حاصل بس إحنا بننسى، وبنفضل مثبتين رجلينا في أرض الحاضر وبنرفض نفكر شوية بهدوء.

 

زي النهارده من سنة كانت واحدة صاحبتي بتبكي عشان متخانقة مع الولد اللي بتحبه، النهارده صاحبتي دي مبقتش صاحبتي والولد اللي كانت بتحبه بقى جوزها، زي النهارده من سنة صاحبتي التانية كانت بتقول إن مش لازم حياتها تكون سعيدة دلوقتي، لكن هي عارفة إنها مش هتخلص غير وهي مستمتعة، النهارده صاحبتي بتحقق حلمها على بعد تلات ساعات ونص طيران، زي النهارده من سنة بنت صاحبتي على فيسبوك كانت كاتبة عن الولد اللي بتحبه وحاسة إنه معجب بيها بس مبيقولش، النهارده البنت دي والولد ده بيدهنوا شقتهم مع بعض عشان هيتجوزوا بعد أيام.

 

زي النهارده من سنة كان فيه شخص ما مكنتش أعرفه خالص ومكانش ليّ به أي علاقة، النهارده الشخص ده أنا عارفة عنه كل تفاصيل حياته حتى اللي هو ميعرفهاش.

 

زي النهارده من سنة، حياتنا مكانتش زي ما هي، فيه تغيير حاصل، التغيير ده مش لازم يكون لورا أو لقدام، التغيير ممكن يكون لليمين شوية أو للشمال شوية، المهم إننا مش في نفس المكان، ومستحيل تبصي على حياتك من سنة وتلاقي نفسك متحركتيش.

 

جربت اللعبة قبل ما أقعد وأكتب الكلام ده، لقيت نفسي مش كاتبة حاجة، يا ترى كنت بعمل إيه وقتها؟!

 

مش مهم أوي كنت بعمل إيه، المهم إن زي النهارده من سنة أنا مكنتش قاعدة بكتب مقال هيتنشر على موقع معروف، وآديني دلوقتي بعمل كده.

 

زي النهارده من سنة، إنتي كنتي بتعملي إيه؟

المقالة السابقةكيفية تربية القطط الصغيرة وما هي أضرار تربيتها؟
المقالة القادمةقصتان عن الانتصارات الصغيرة
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا