رحلة سعيدة

1029

لو بتسوق في مصر تبقى أكيد محتاج الأمنية دي، لأن وقتك في العربية بقى عبارة عن فترة من تفادي الموت على أعصاب مشدودة باستمرار، على حالة من الهم والدوشة بسبب احتكاكك بالشارع المصري العصيب، واللي للأسف بيطلَّع أسوأ ما فيك.

 

لو بتسوق في مصر وبالتحديد في القاهرة، فإنت بجانب ضغط الحياة والأسعار وظروف المعيشة، لكن كمان مضغوط لمجرد التفكير في مشوار الشغل اليومي من شرق القاهرة لغربها، أو مشوار مدرسة الأولاد، أو توصيل باباك للدكتور، أو… أو… لو بتسوق في مصر تبقى بالتأكيد تستاهل التعاطف والطبطبة.

 

دي شوية أفكار بسيطة لتحويل وقت السواقة من وقت مزعج لوقت ممتع وطاقة إيجابية تنور يومك وتدفيه. طبعًا إنت تقدر تضيف عليهم كتير، المهم “المايند ست” بتاعك في الوقت اللي بتقضيه قدام الدركسيون يتغير حبة حبة، وبالتالي “المود” في الرحلة تبقى حقيقي سعيدة.

 

1- كن الشخص اللي تتمنى تقابله وإنت سايق أو وإنت ماشي في الشارع، يعني مثلاً لما بتكون خارج من ركنة أو من شارع جانبي بتفرح قد إيه لما شخص يقف ويشاورلك بابتسامة إنك تعدي! كن إنت الشخص ده، وأقف للي بيحاول يعدي، فكل إنسان مصري يفتقد لفعل طيب بريء من أي أغراض.

 

2- خلي يوم في الشهر دايمًا بيكون معاك فلوس إنت أصلاً ناوي تساعد بيها مش تصرفها، ممكن تشتري بيها مناديل من شخص بيكافح ومتاخدش باقي، أو حتى تساعد بيها شخص شكله محتاج، (مش دورك هنا تحكم مين يستحق، لكن دورك تكون الإيد اللي بتدي بكرم زي ما كتير بتاخد بكرم)، أو ممكن تقرر تدي كل شخص تشوفه في طريقك لمجرد إنك شفته في اليوم ده.

 

3- حط في العربية معاك هدوم ليك ولأطفالك، أو لعب مش محتاجينها، وخليها قريبة من إيدك ووزعها على اللي تقابله. مع دخلة الشتا انزل اشتري شوية جاكتات وسيبهم في العربية يمكن بيهم تقدر توصل رسالة محبة ودفا لناس سقف بيوتهم عبارة عن قطع كرتون.

 

4- كتير بنقابل أطفال ظروفهم صعبة، سواء في الشارع أو في العربية اللي قدامنا أو راكبين الموتوسكل اللي جنبنا، كلهم بيدوروا على الأمان، لأن الدنيا كبيرة عليهم أوي، لو تبتسم في وشهم ممكن تساعدهم يتطمنوا للدنيا (حتى الكبار محتاجين لابتسامتك تطمنهم).

 

5- زي ما بتختار لبسك وجزمتك وإنت نازل اختار كمان هتعمل إيه في الطريق النهارده، الوقت ده ممكن يكون نعمة بدل ما يكون هم، اختار موسيقى تسعدك أو كتاب مسموع يتحدى حلمك أو برنامج يضحكك من قلبك، لو كاسيت العربية مش شغال شغل موبايلك، المهم إنت اللي تسوق وقتك مش الزحمة والشارع اللي يسوقوه.

 

6- بفضل سماعات الموبايلات نقدر دلوقتي نتكلم وإحنا سايقين بحرية أكتر، استغل الوقت ده في التواصل مع صديق قديم زحمة الحياه فرَّقتكم، أو فضفضي مع صديقة عمرك اللي سكنت بعيد ومش عارفين تتقابلوا، ونِّس بصوتك شخص عايش لوحده يتمنى يسمع سؤال “عامل إيه النهارده؟”، احكي لمامتك أخبار بنوتك اللي مشيت أول خطوة امبارح.

 

ممكن وقت السواقة يبقى زهق وشكوى، لكن ممكن كمان يكون فرصة للسعادة ليك ولغيرك، ممكن يكون ببساطة شوية السكر اللي بيحلوا يومك، وتبقى هي دي الفرصة لرسم ابتسامة على وش بقاله كتير مش عارف غير إنه يكون مشدود.

أتمنى لك رحلة سعيدة، رحلة تحلي يومك ويوم أهل المحروسة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقالة السابقةبهجة طفولتي برائحة الكيك
المقالة القادمةفيلم خرج ولم يعد رؤية فنية لمحمد خان عام 1984، الكواليس وتحليل الفيلم

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا