دا.. زُرَار محمود!

649

قال حسام لجيجي عندما سألته عن هذا الزرار الأخضر الذي وجدته تحت أرجلها داخل سيارتهم الخاصة..

 

جيجي باستنكار:  الزرار دا حريمي يا حسام!

 

حسام: لا رجالي.. جاكت محمود مستورد.. والأجانب مش بتفرق معاهم الحريمي من الرجالي.

 

جيجي: مش مصدقة.. (باستنكار) مين كان معاك في العربية؟

 

حسام: محمود.. محمود.. صدقيني دا زرار جاكيت محمود.. أحلف؟!

 

جيجي: مش هاصدق غير لما أشوف جاكيت محمود بعيني بكرة.

 

وفي اليوم التالي أطل محمود من شباك السيارة وقال لجيجي: الجاكيت أهو.. هاتي الزرار لو سمحتي.

 

قالت جيجي ضاحكة: إيه دا؟ دي الزراير شبه الزرار اللي لقيته بالضبط!

 

حسام: صدقتي..؟ قلت لك زرار محمود.

 

محمود: أي خدمة يا حسام.. هاتي الزرار يا حاجة.. الجاكيت شكله مش حلو من غيره.

 

جيجي ضاحكة: مع الأسف الزرار نسيته في البيت.. هابقى ابعتهولك مع حسام.

 

ومن يومها لم يصل الزرار لمحمود. هذا موقف حقيقي سرده لنا محمود وحسام زملائي في العمل، وهم يضحكون. ما أدهشني هو التنوع في رد فعل الزملاء والزميلات..

 

قالت زميله، دي مراتك صعبة خالص يا حسام.. وقالت الأخرى.. ليها حق، زرار حريمي في العربية! حاجة تشغل بصحيح، أكيد كان فيه حد معاه ومن حقها تعرف، وقال زميل آخر بسخرية.. هما الستات كده عقلهم صغير ايه يعني زرار، وقال آخر.. دي ست واعية وبتحافظ على جوزها.. ومحمود يضحك محدثاً حسام: أنا اللي أنقذتك هات لي الزرار بقى..

 

بينما أنا أتساءل في نفسي.. لو أني مكان جيجي يا ترى كنت هاغير على جوزي زيها ؟

 

والغيرة نار زي ما بيقولوا، واللي بيحب حد لازم يخاف عليه، قلت لنفسي لأ، طول ما في ثقة بيني وبين جوزي، الغيرة مش هاتبقى قوية كدا. الغيرة ساعات بتبقى تعبير عن الحب، ساعات بتسعد الطرف الآخر، دي لو كانت في الحدود المعقولة، الحدود التي لا تجرح مشاعر الآخر، وتهدر الكبرياء وتعطيه إحساس بأنه متهم أو مشكوك فيه، وتسبب له القلق والضيق، وتخنقه.. فالرجل لا يطيق أن تذل المرأة كبرياءه أو تعبث برجولته، والمرأة تحب من يقدر أنوثتها وترفض ما يخدش كرامتها.

 

فالرجل والمرأة كلاهما يغار، وتختلف كل شخصية عن الأخرى في التعبير ورد الفعل تبعا للمواقف. أنا عن نفسي أحب غيرة زوجي عليَّ، وأشعر أحيانا بسعادة زوجي عندما ألمح له إني غِرت عليه في موقف معين، لكن عمر غيرتنا ما كانت زيادة ومَرَضية للدرجة اللي تخلي الطرف التاني يتضايق..

 

دا نفس الإحساس اللي حسيته في عينين حسام، لما بتيجي سيرة أي زرار. فيردد أغلب الزملاء ضاحكين.. دا زرار محمود!

 

خلي بالك واتأكد من نظافة عربيتك من أي زراير.. وخصوصاً لو ركب معاك محمود.. أو مراتك كانت زي جيجي.

المقالة السابقةما الفرق بين الولد والبنت ؟ في التعامل، والعمل، والحياة العامة
المقالة القادمةأفضل وأسوأ الأطعمة يوم زفافك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا