خمس قواعد لطلب المساندة

1034

ترن في أذني عبارة “الاهتمام مبيتطلبش”، وأفكر في ميراثنا الطويل الذي كوَّن هذه العبارة وجعلنا نرتكن إليها ونشعر بالإحباط الشديد من التفاعلات مع المحيطين بنا.

 

بالأمس كنت أحاضر في موضوع المساندة الاجتماعية ودورها في إدارة الضغوط، ولمست تلك القناعة لدى البعض، والتي تجعلنا ندور في شرنقة الوحدة والإحباط بدلاً من طلب المساندة من الآخرين.

 

دعوني أخبركم بحقيقة مهمة، وهي أن دوري هو طلب المساندة وشكلها حين أحتاجها، جزء من الذكاء الوجداني هو التعبير عن مشاعري واحتياجاتي، فحين أشعر بأنني بحاجة إلى مساندة من نوع ما لا تتوقع أن يبادر الآخرون بتقديمها دون طلبها. بالطبع هناك أفراد سيقدمون لك ذلك وخصوصًا في العلاقات القريبة والحميمية، وربما دون أن تطلبها منهم، وأؤكد لك أن هذا له طعم مختلف وساحر.

 

لكن يتبقى دورك في أن تُذكِّر المحيطين بك أنك بحاجة لشيء ما. أتذكر حين مررت بموقف ضاغط وكنت أعرف أنني سأواجهه وحدي، طلبت ممن أعرف أنهم قادرون على تسديد ذلك المساعدة.

 

بالطبع هناك قواعد يجب أن تتذكرها جيدًا وأنت تطلب المساعدة

القاعدة الأولى هي: اطلب ممن تعرف جيدًا أنه لن يخذلك؛ طلب المساندة ثقيل على معظمنا بسبب ميراثنا التربوي، لذا عندما تطلب فحاول أن تفرز علاقاتك ومواقفك السابقة مع الآخرين وتختار جيدًا.

 

القاعدة الثانية هي: كن مرِنًا ولا تطلب موعدًا محددًا للمساندة، بمعنى لا تقولي أريدك غدًا في فعل كذا معي لأنني لا أستطيع القيام به وحدي، ذلك يضع الشخص الآخر في مأزق، وخصوصًا إذا كانت لديه ترتيبات، فبدلاً من قول ذلك يمكنك طلبها كالتالي: “أعطني موعدًا يناسبك لفعل كذا لأنني لا أستطيع القيام به وحدي”.

 

القاعدة الثالثة هي: راعي ظروف الآخرين، بمعنى لا تطلبي شيئًا مثلاً من صديقتك التي ولدت لتوِّها أو لم تتأقلم بعد مع ظرف جديد لها، فهي في الغالب ستكون في حالة دوران حول ذاتها، وبالتالي سيشعرك هذا بالإحباط.

 

القاعدة الرابعة هي: تذكري رصيد الآخرين لديكِ، بمعنى أننا نعيش في توقيت ضاغط علينا جميعًا يجعلنا ندور في ساقية معظم الوقت، ونحاول النجاة بأرواحنا من هلاك الضغط، لذا توقعي فشل الآخرين في تلبية الاحتياجات لنفاد طاقتهم، وهذا لا يعني أنهم لا يعتبرونك أولوية، لكن هم يحاولون النجاه بأنفسهم ولديهم مواقف سابقة معك في المساندة.

 

القاعدة الخامسة: كوني محددة فيما تريدين من الآخرين القيام به، لا تتوقعي تكهنهم بما تريدينه، بل تحدثي عما تريدينه بوضوح، لو أنتِ بحاجة لتمضية الوقت وفعل شيء معين اذكري ذلك، لأنهم لا يملكون جهاز تجسس على أفكارك بالطبع.

 

تذكري جيدًا في النهاية أن المساندة ممكن طلبها عادي، وأننا جميعًا لنا حق عدم تقديم المساندة في بعض الوقت، وليس كل الوقت.

المقالة السابقةياما جاب الغراب لأمه
المقالة القادمةنظرية القلب الأخضر

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا