خمس طرق لتجنب الحب الأعمى

2625

“أحب أوجهلك رسالة باسم شباب مصر.. المنظر ده يحرق الدم لأي شاب.. إيه الصرصار اللي إنتي داخلة بيه ده؟!” مشهد مضحك من مسرحية “عفروتو” دائمًا ما استوقفتني تفاصيله، على الرغم من بساطته الظاهرية، فإنه بدا ذا مغزى، ففي الوقت الذي أبدى فيه محمد هنيدي (العفريت المتنكر) غضبه من مشهد منى زكي (الفتاة الجميلة)، وقد وقعت في الحب الأعمى من شاب لا يبدو على شكله أي جمال يُذكر، كما أنه لم يبد مناسبًا لها، أعلن “عفروتو” عن غضبه أمام كليهما، بينما لم يهم بالدفاع عن العلاقة سوى الفتاة نفسها، حيث “ملكش دعوة بيه أنا بحبه”، بينما لم يبادر الشاب الذي يبدو غير مناسب للدفاع ولو بكلمة عن الهجوم. تجاهل “عفروتو” ليدعوها “يلا نرقص” فاستجابت دون أن تلحظ أنها وحدها من حاولت الدفاع عن العلاقة التي تبدو غير مناسبة للجميع إلا هي.

قصص من الواقع

على أرض الواقع لا أستطيع أن أحصي كم العلاقات التي أثارت ذهولي وذهول من أعرفهم، عن السر الذي يقبع خلف الاختيار الغريب، لاثنين لا يبدو عليهما ظاهريًا أي توافق يُذكر، فقط حالة من الهيام العنيف، يمارِس فيها الطرف الأقل تميزًا سيادة عجيبة، مقابل انسحاق أكثر غرابة من الطرف الأفضل. ليس أدل على ذلك من تلك القصة التي وجدتني شاهدة عليها من الألف للياء، حين وقعت صديقتي في غرام شخص يكبرها في العمر، لم يكن ثمة تكافؤ من أي نوع، شكلاً وموضوعًا، لم يكن الرجل يجيد سوى اللعب بها فقط. وعود طيبة دون أدنى التزام بحرف مما يقال.

هكذا تحكَّم في صديقتي الجميلة المتفوقة، ليجبرها على قرارات في حياتها، كانت هي نفسها تدرك أنها غريبة وبعيدة عن إرادتها، لكنها فعلتها عن طيب خاطر فقط لأجله، كانت مستعدة تمامًا لفعل أي شيء ممكن، فقط للحصول على رضاه، لكنه في المقابل لم يكافئها عقب قصة طويلة من التعذيب سوى بالزواج من غيرها.

“قلبي بيحبه، كل ده غصب عني، أنا بكون واحدة تانية قدامه، عقلي بيغيب وبكون مستعدة أعمل أي حاجة بس يرضى عني ويقولي كلمة حلوة”. مشاعر لا إرادية أودت بقلبها وبقلوب كثيرات مثلها، بعضهن ينتهي أمره في مرحلة التعارف، بينما تتواصل مأساة بعضهن إلى ما بعد ذلك.

تعرفي على: هل الحب من طرف واحد يستمر ؟

الحب الأعمى

يطلق البعض على هذا النوع من الحب اسم الحب الأعمى. وهو الذي يخلو من الالتزام أو الحميمية، لا أمورًا مشتركة، ولا مستقبلاً يبدو سعيدًا، ولا راحة، ولا أي شيء.. حرفيًا. مع ذلك يستمر كل شيء، فقط من أجل تلك اللحظة التي يخفق فيها القلب بقوة تجاه هذا الشخص بالذات دون غيره، لدى رؤيته، من أجل ذلك التعلق المبهم، يبدو الأمر كمرض. لكن الخبر السعيد أن الأمراض تُشفَى عادة، فقط يتطلب الأمر بعض المحاولة والتركيز، وبعض الخطوات التي تستغرق وقتًا لكنها تنجح في النهاية.

ثمة مثل شعبي يؤكد “المخدة مبتشيلش اتنين حلوين”، لكن الأمر في يدك، أن تنتهي إلى ذلك أو ينطبق عليكِ “الطيبون للطيبات”، فقط عليكِ اتباع خمس خطوات للتخلص من داء الحب الأعمى:

1. جاوبي: هل يصلح؟

هناك بعض الأنماط من الشخصيات، التي يعد الارتباط بها انتحارًا، لذا كخطوة أولى عليكِ أن تفكري هل الشخص الذي أهيم به من هؤلاء، هل هو مدمن: مدمن طعام، جنس، مخدرات، قمار، ألعاب؟ هل هو مخادع؟ يكذب كثيرًا، يغالط في بديهيات، غير واضح. هل يُعنِّفك؟ العنف ليس بالضرب فقط، العنف أحيانًا يكون نفسيًا وعصبيًا، أن تجدي نفسك مضغوطة باستمرار وتشعرين أنك على الحافة، خائفة ومترقبة ولا تشعرين بأمان يُذكر مع شخص يتلاعب بكِ. هل هو غير متوفر؟ حين تحتاجينه لا يكون موجودًا، تركيزه في العلاقة مُشتت بأشخاص أو أشياء أخرى، ولا يلتزم تجاهك بشيء، أو ببساطة “مش جدع”. هل هو نرجسي أو سيكوباتي؟

هل تعلمين خصائص تلك الشخصيات؟ إن كنتِ لا تعلمينها فعليكِ القراءة عنها جيدًا، كي تعلمي حقًا مع من تتعاملين. إن كان شريكك سيكوباتيًا أو نرجسيًا فهذه هي المرحلة التي تحتاجين فيها إلى الإجابة: هل يصلح هذا الشخص للمعرفة أم لا؟

2. واجهي خوفك

وابعد عن خيالي يا أغلى ما عندي.. وابعد عن حياتي.. لا تبعت سلام ولا تيجي في منام

قالتها فايزة أحمد بدلال، لكنك هذه المرة ستحتاجين لها بجد، إذا بدا شريكك غير مناسب لأي سبب من الأسباب السابقة أو حتى سواها، ووجدتِ نفسك غير قادرة على الابتعاد، اسألي نفسك ما أكبر شيء أخشاه في البُعد. صيغي مخاوفك في جمل مفيدة، يمكنك حتى أن تكتبيها، عليكِ تحديدها والبدء في مواجهتها لتتمكني من كسرها والتغلب عليها.

3. شوفي حالك

إن كانت الحياة قد توقفت عند مرحلة معينة، بسبب شخص معين، فلا يمكن لهذا الوضع أن يستمر بأي شكل، في لحظة معينة حين تدركين أنه غير مناسب، وأن مخاوفك أكبر من العلاقة ذاتها يجب أن تبدئي في التفكير في مستقبلك، أحلامك، ما ترغبين فيه حقًا؛ حماسك لمشروعك الشخصي ومسارك المهني أو الدراسي كفيل بدفعك لتخطي المرحلة الصعبة. الحب الجارف مرحلة وليس محطة وصول.

4. اخلقي حوارًا ذاتيًا بينك وبين نفسك

حين تبدئين الحديث مع نفسك بصدق، عبر تصور ومواجهة أبشع مخاوفك، وأبرز أحلامك، أنتِ تبدئين في ترسيخ صورة لدى عقلك اللا واعي بأنك بدأتِ في تخطي المرحلة الصعبة. اسألي نفسك أسئلة وثِقي في الإجابات التي سوف تحصلين عليها، إن لم يكن شريكك يوفر لكِ الحد الأدنى من الالتزام والحميمية والأمان فلا داعي للعناء.

5. احصلي على مساعدة

في تلك المرحلة الصعبة، أنتِ بحاجة إلى المساعدة، ودليل واضح لتخطي المرحلة الصعبة، أنتِ بطلة بالتأكيد كي تصلي إلى تلك المرحلة من التخلي عن علاقة مؤذية، بالرغم من القوة الخفية الجاذبة، لكنك الآن تحتاجين لمساعدة إما عبر “لايف كوتش”، طبيب نفسي، أو حتى صديقة تثقين فيها وتدعم موقفك الرافض للعلاقة المؤذية.

اقرأ أيضًا: عن سذاجة الحب من طرف واحد.. وأشياء أخرى

المقالة السابقةلما صاحبك وقع منك
المقالة القادمةنعومة الرجولة وقوة الأنوثة
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا