حياة بطعم الـpassion fruits

439

معلومة: “فاكهة الشغف هي نوع من أنواع الفاكهة في أمريكا الشمالية، طعمها لاذع وقوامها ممشوق، تحوي في داخلها عصارة مزِزة شوية، تحتاج إلى حرارة هادئة إنما مستمرة، ليسهل استخراجها ذائبة ومُلهمة، وبنكهة قوية”.

أسأل نفسي: ماذا يعني لي الشغف؟ ماذا يعني لفتاة لم تجد معنى حقيقيًا أو هدفًا هيروغليفيًا من الحياة حتى الآن، سوى أن تستمتع، لحد ما تلاقي معنى أهم من المتعة في حد ذاتها.

الشغف هو أن تتذوق العالم بفمك، أن تتذوق الهواء، البشر، المزيكا، عطر 212، صفحات الكتب الجديدة، الحكايات المميزة، والطعام بالطبع.. طرف لسانك هو مربط الفرس.. يساعدك على أن تأكل التفاصيل وتبتلعها بنهم بعد أن تتعرف مذاقها الحقيقي.. فتشعر دائمًا بمعدة ممتلئة، ورغبة في القنفدة كقطة ابتلعت للتو لعبة أحبتها، أحبتها لدرجة أكلها.

الشغف يمنحك خاصية الشم لعطر الكلام النفّاذ وروائح البشر الحقيقية، ورائحة الورق.. الورق. الشغف هو أن تدع الهواء يدغدغ أنفك وسقف حلقك على مدار الساعة، فتحيا حياتك بأنف مُحتقن ومجموعات منتظمة من النمل تنتشر في أطرافك من فرط الإحساس بكل وأي شيء.

الشغف يبرر الذعر المبالغ من السكون، من لحظات خمول لم تجد فيها تفصيلة ملهمة يمكن أن تبني بها قطعة جديدة في بازل عالمك التخيلي المثالي، الشغف هو أن تصرخ من فرط اللذة إذا أعجبتك أشكال الظلال على قطعة موكيت قديمة، وتصرخ من فرط الانقباض من رائحة البن المحترق. أن تنقلب الدنيا رأسًا على عقب بأحداث عظام وتغيرات مهولة، إنما تنجح الأحداث البلهاء وحدها في إقناعك أن العالم أحلى مما تتخيل.. وأنك بالفعل على التراك السليم.

لا أستطيع أن أنكر كم أن الموضوع مرهق! كم تنجح رغبتك في تخبئة العالم بداخلك في زرع الزحام في صدرك والسماح للقوارض باحتلال مساحة لا بأس بها من سراديبك! تكتئب أنت، فيما تجلس هي بأنتخة منقطعة النظير.. تشرب طاقتك كمشروبات روحية خضراء أثناء الجلوس على شواطئ جُزُر منعزلة نجحت في إقامتها بعد أن خدعت سذاجتك الحياتية بسلة من بكر الخيوط الملونة، حدوتة ملهمة في كتاب، أو صورة مثالية لعالم لم تتمكن أنت من احتلاله.

إلا أن الشغف إدمان، ما إن تتذوق هذه الحالة التي تجعلك تغوص في عمق العالم لا يمكنك التراجع.. الثمن الزهيد هو أن تجنح دائمًا إلى “الإكستريم”، تأخذ من الحياة كل ما فيها لأقصاها.. حبها لأقصاها، حزنها لأقصاها، مرارة الحلق لأقصاها، ولحظات سعادة خاصة ممتعة لأقصاها.

تنجح هذه التوليفة الخاصة في صنع تلك العصارة بداخلك، والتي تحتاج حرارة هادئة مستمرة لتبقى ذائبة وذهبية كالكهرمان.

معلومة: “من آكلي فاكهة الشغف من يفضّل تركها لتختمر وتصبح أقل مزازة؛ النكهة القوية لا تناسب الجميع، هذا يجعلها تذبل قليلًا ويتجعد قوامها الممشوق، إلا أن عصارتها تصبح مناسبة لصاحبها تمامًا، مثالية للهدف الأسمى.. الاستمتاع.. وقابلة للاستمرارية”.

المقالة السابقةالإنسان يعيش مرة واحدة فقط.. تَخَيَل!
المقالة القادمةأُدللني بصديقة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا