حدود طاعة الوالدين، حكم طاعة الوالدين في الزواج

670

• امشي ع الرصيف عشان العربيات.. حاضر يا بابا.
• الصوت العالي عيب للبنات.. حاضر يا بابا.
• مينفعش تروحي سينما مع أصحابك، مينفعش أصلًا تتأخري برّة البيت بعد 7 بالليل.. حاضر يا ماما.

وتتوالى جُمل كتير من نوعية العبارات السابقة طول فترة الطفولة والمراهقة وحتى الآن.. جُمل كان دايمًا ردها عندي "حاضر" ولمّا
أحب أجادل يبقي الرد من أهلي "قولي حاضر وخلاص.. بطّلي عند"، عشان أنا أصغر إخواتي سنًا وأكثرهم عندًا واندفاعًا كان الخوف
عليّ بزيادة حبتين فكان لازم أطمنهم، بالإضافة بقى لغريزة كل أب وأم بإنّهم يحطوا ولادهم جوّة برطمان محكم الغلق ومغلّف بشوية

عادات وتقاليد ومعتقدات متفصلة ع البنات.. فيه منها الصح وفيه منها اللا مناسب للحياة اللي جيلنا بيواجهها يوميًا في الشارع، المدرسة،
الجامعة والشغل.

مقدرش أنكر إنّ العبارات السابقة وغيرها كتير أثّرت عليّ بشكل مباشر في حياتي، في قرارات مصيرية كمان.. بس خلّوني في الأول
أوضح حاجة.. كان عندي –وما زال- قدر من الحرية في الاختيار.. صحيح حرية مشروطة بس قدرت أحصل على 90% من الحرية
غير المشروطة مع مرور السنين.. مع اكتساب ثقة أكبر م الأهل وإقناعهم مرارًا وتكرارًا بكلام الست سعاد "البنت زي الولد" وساعات
أرجل كمان.. يلا محدش بياكلها بالساهل.

بعد شوية سنين، اكتشفت إنّ كلمة حاضر مش دايمًا بتريح، وإن الخوف زيادة عن اللزوم أهلك نفسهم هيوجهولك اللوم عليه مع الوقت..
وإن محصلش فالمجتمع هيبصلك بصّة "ده لسّه جديد في الكار".

متقوليش حاضر على قرار خاص بصميم مستقبلك، لو أهلك عايزينك دكتورة بس إنتي شايفاكي مدربة زومبا.. انطلقي ومتقوليش
حاضر.
متقوليش حاضر ع العريس الجاهز الحليوة، علشان هو ابن بنت خالة معرفش مين. لايقين على بعض وقابلين بعض وهتقدروا تستحملوا
بعض قولي حاضر، غير كده يغور اللبن اللي من وش القرد.
متقوليش حاضر همشي جنب الحيط عشان المشي في نص الشارع عيب، الخطر جنب الحيط يماثل خطر منتصف الشارع بنفس القدر.
متقوليش حاضر على قرار مش هتقدري تنفذيه ووعد مش هتقدري توفيه ودين مش هتقدري تسدديه غير من روحك ورصيد راحتك
النفسية والجسدية.
متقوليش حاضر عشان المركب تمشي وإنتي مش مقتنعة ولا عارفة حتى هل فيه برّ للمركب ترسى عليه ولا لأ.. غالبًا في الآخر
هتغرقي لوحدك.
متقوليش حاضر إلا لو مقتنعة.. وبالمناسبة متكونيش عندّية لمجرد العند.

انعدام الخبرات الحياتية هيخلي أي بنت تفضل تتخبط في الدنيا والناس، وتقع وتتعور وتتخرشم كمان بنسبة كبيرة جدًا عن اللي دخلت
المفرمة م الأول وتعايشت معاها.

إزاي تتخلصي أو تقللي من كلمة حاضر؟
الموضع مش بالساهل، كإنك بتترافعي في قضية عمرك، محتاجة تثبتي دايمًا إنّك أد المسؤولية، وإنّك هتستغلي حريتك صح من غير ما
تضرّي نفسك ولا تضرّي الناس.
محتاجة تكنيك وخطة محكمة عشان تقدري تقنعي أهلك إنّك بتتعلمي، وإنّ لما تقعي محتاجة تقفي تاني لوحدك، حتى لو هتقفي على عكاز،
عشان تتعلمي متقعيش بعد كده.

فيه أهالي بينفع معاهم أسلوب الحوار، وفيه أسلوب الزنّ ع الودان، وفيه أسلوب الأدلة والبراهين. شوفي المدخل وكوني ذكية وصبورة،
ومن حين لآخر قولي حاضر على حاجة بجد في مصلحتك.
انجحي عشانك. ثقي في نفسك. فكري. جادلي. واسألي. اتكلمي واختاري الوقت والحروف المناسبة للكلام مع الأهل.

خليّ عندك بدايل للأحلام قابلة للتنفيذ.

بس بالله عليكي، لو كنتي أم أو على وشك الأمومة.. متقوليش لبنتك في ودنها وإنتي بتدّقي الهون "قولي حاضر".. اسمعي كلام ماما..
اسمعي كلام بابا، خليها تفكر قبل ما تسمع الكلام، اتفقنا؟

المقالة السابقةالبحث عن إلهام
المقالة القادمة10 وصفات مختلفة لفول السحور
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا