“بسمة”.. سينجل ماذر من قلب المعمعة

1439

 

كل سينجل ماذر أيًّا كانت تفاصيل حياتها وملابسات غياب زوجها سواء بالطلاق أو الوفاة أو السفر، وأيًّا كانت تفاصيل هذا الغياب، هي بالضرورة في حاجة إلى عدة صور من الدعم، ربما بعضهن يحتجن إلى دعم مادي وبعضهن إلى دعم معنوي، لكن يشتركن كلهن في حاجتهن إلى الدعم النفسي. وفي حوار مع استشاري علاقات أسرية، لنعرف ماذا تقدم هذه المهنة من خدمات ودعم للأسر المضطربة، وعلى وجه الخصوص للأمهات المعيلات.

فكانت بسمة جمال.

بسمة بعد حواري معها لم أعرف بمَ وكيف أقدمها، هل أقدمها نموذجًا لأم عزباء تهدي الأمل للأخريات، أم أكاديمية تُقدِّم دعمًا نفسيًا للخائفات اليائسات؟

يمكن أن أقدمها كما قدمت نفسها..

– بسمة 34 سنة، استشاري علاقات أسرية، أم لطفلين. عملت في مجالات مختلفة لإنقاذ ما يمكنني إنقاذه لمواجهة المصاعب والوحدة في حضور طفلين.. فبعد العمل في مجالات مختلفة لا تمُت بصلة لمجال دراستي ولا أحلامي، فدراستي في الأساس كانت في علم الاجتماع، استمريت في العمل حتى أتمكن من دعم وابتداء حلمي القديم وهوايات الماضي المرتبطة بهذا المجال، مجال الصحة النفسية. فكرت أن الكثير من البيوت يحتاج أهلها إلى فهم أهميتها وأسلوب إدارتها، وكثير من الزوجات يأسن من إمكانية استمرار الزواج، ويبحثن عن الطريق إلى التعافي بعد الطلاق.

 

ربما لإنقاذ الأخريات أو لإنقاذ ما تبقى من بيتي، أو لنقل إنقاذ بيتي الجديد الذي يضمني أنا وابنَي.. بدأت بدبلومة في الصحة النفسية من جامعة عين شمس، وبعض الدبلومات الخاصة وكورسات في الإرشاد الأسري، وحاليًا في طريقي لشهادة الماجستير.

 

– انطلقت في عملي الخاص بمراكز خاصة وبدأت في استقبال الحالات، لكن اهتمامي الأكبر بالنساء المتعافيات بعد الطلاق، وعلاجهن يكون بالطرق المختلفة حسب الشخصيات، بعضها بالتداعي الحر (الفضفضة والحكي)، وبعضها بالعلاج الجماعي، وبعضها بالسيكودراما.. وغيره.

 

وللتخلص من أوجاع العلاقة السابقة يكون أيضًا حسب اختلاف الشخصية ومدى قبولها للأمر، فبعضهن قويات كفاية لتخطِّي الأمر ويرغبن في التغيير ويأتين فقط لمعرفة طريق ذلك، وبعضهن يحجب قوتهن الخوف والحزن والانغماس في آلام التجربة الفاشلة، وأخريات يحتجن فقط للابتعاد قليلاً لاسترداد سلامهن النفسي، لكن الخطوة الأولى التي نبدأ بها طريق التعافي هي التصديق في أهمية أن نعيش الحاضر، لا نحزن على الماضي ولا نخاف المستقبل.. فقط النظر للآن.

 

– أكبر مشكلة واجهتها في مجال عملي ولم تكن في الحسبان، هي التعامل مع الأزواج، حيث يدخل رجل بشكوى أسرية لأكتشف بعد طول كلام أنها مجرد محاولة لإنشاء صداقة خارج إطار العمل ليس إلا، يزداد الأمر تعقيدًا معي بشكل شخصي، حيث إني امرأة مطلقة، وهو ما يجعل نظرة العالم لي مختلفة. “صباح الخير” التي كانت تقال قبل الطلاق مختلفة عن “صباح الخير” بعده.

 

لم أقف أمام هذه المشكلة طويلاً حيث كانت العثرة الأكبر في طريقي هي اشتياق طفلَي لأبيهما بعد الانفصال، رغم أن في البداية كانا متقبلين الأمر لانتهاء الضغط العصبي المتواصل بسبب خلافاتي مع أبيهما. لكن مع الوقت والحوار مع الطفلين ومع أبيهما، تعايشنا مع الوضع الجديد ووضعنا أسسًا لسلامة الجميع نفسيًا.

 

– أما عن أكثر شكوى من الحالات هي النساء اللاتي يضطررن للعيش مع أزواجهن لضمان الكفالة المادية وتوافر المسكن الملائم، فبعض النساء تأتي بشكوى من الخيانة، سواء يخونها زوجها أو تخونه بتبرير الانتقام منه أو استحالة الحياة معه، وبعضهن يعانين الإهانات المتكررة، وغير ذلك من صعوبات المعايشة.

لذا بالمناسبة أرى ضرورة تعديل قانون الأسرة بما يؤمِّن للأمهات حياة كريمة لهن ولأطفالهن إذا استحالت العشرة، حتى يسهل على الزوجة اتخاذ قرارها، فلمَ لا تنشئ الدولة مأوى محترمًا للأمهات المعيلات وتأهيلهن لخوض الحياة وحدهن؟!

حتى أن أغرب حالة تعاملت معها كانت لامرأة 66 سنة، ترغب في خلع زوجها (70 سنة) لأنها عرفت أن زوجها في الدنيا سيكون زوجها في الآخرة، فقررت أن تكتفي بما عاشته معه في الدنيا حتى تُبعث في الآخرة عزباء.

 

في الختام.. “أحلم بألا تشعر أي امرأة بالانكسار وتجد الدعم الذي يُعزز ثقتها، وأتساءل دومًا لماذا لم تُتِح المؤسسات فرص عمل مناسبة بمرتبات كافية، ولمَ لا تتخذ الدولة إجراءات لتيسير الحياة على النساء المعيلات، كتخفيض مصروفات المدارس وتوفير مساكن بإيجارات مخفضة، كما أرجو أن يتعامل المجتمع مع الأم المعيلة كإنسان مضغوط في حاجة إلى الدعم المالي والمادي والنفسي، وليست مجرد امرأة يسهُل الحصول عليها، فهي ليست في حاجة دائمة إلى رجل وبالتالي هي ليست مصدرًا للغواية كما يعتقد الكثيرون، وإن فكرت في إنشاء علاقة جديدة فأحلم ألا ترضى بأقل مما تستحق لمجرد كونها امرأة مطلقة.

 

بسمة.. فكرت في إجراء الحوار معها لتُدِل الأمهات على طرق السلامة بعد الطلاق بصورة علاجية أكاديمية، لكنها كانت نموذجًا حيًا وقدوة للمواجهة والاحتمال والأمل، وكلامًا موجهًا للروح قبل العقل.

* للتواصل مع بسمة (مستشار العلاقات الأسرية) 01018881487.

أو على صفحة relax clup

https://www.facebook.com/Relax-Club-284958921975664/

المقالة السابقةقانون السينجل ماذرز في مصر ظالم
المقالة القادمة40 يومًا يا أبي.. كيف مرت؟!

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا