اللمة الحلوة مع “نون”

1239

إهداء إلى..

كل اللي فَكّر، وخطط، ونَفِذ، وشارك في يوم “نون” العظيم.

 

كعادة أغلب الأحداث العظيمة تأتي البدايات مُقلقة ومُخيبة للآمال، فما أن تحدد السبت 14 مارس واللمة الحلوة مع “نون” وقررت الذهاب، حتى توالت سلسلة من الأحداث التي كانت تُشير بوضوح لكَوني لن أستطيع الاستمتاع بهذا اليوم، لأسباب جسمانية ونفسية وشخصية لا علاقة لـ”نون” أو اللمة بها. أسباب عديدة وكافية لأن تجعلني أتخذ قرارًا بالتخلي عن فكرة الذهاب كلها من أساسها.

 

حاولت التغلُّب على كل ما ألَّم بي وقررت الذهاب حتى وإن كنت لن أستطيع المشاركة بنِفس أو أنسجم مع الغرباء القادمين، فذهبت بأقل سقف من التوقعات واكتفيت بأن أرى صديقاتي وأن أقضي اليوم في صمت مع سيدات لا أعرفهن ولا يعرفنني، كل ما يجمعنا هو الرغبة في قضاء وقت لطيف معًا والانفصال عن الواقع لساعات قليلة قبل أن نعود للدوامة اليومية.

 

ولأن الحياة أستاذة مفاجآت جاء اليوم أعظم من أي توقعات، بدايةً من مقابلة بعض الكاتبات اللاتي كنت أتمنى لقائهن منذ زمن وانسجامي معهن ببساطة شديدة، ولقاء صديقاتي المقربات اللاتي أفتقد قضاء الوقت معهن، مرورًا بوجودي داخل جروب تقوده “سماح” أجمل اكتشافات ذلك اليوم وأكثر من استطاع إضحاكي مؤخرًا.

ثم فقرات اليوم اللطيفة بين الفن والإبداع الجماعي بعشوائية منظمة وبسيطة، واللعب الذي أعادنا لأجواء وأيام الأولى/ الحجلة وشد الحبل والألعاب البدائية بعيدًا عن التكنولوجيا وسنينها، وأخيرًا الرقص والضحك والفرهدة وتبادل الفضفضة والحكايات المغزولة بخيوط من الوجع، وصولاً بالنهاية للطعام الشهي والهدية العظيمة التي بدونها لكان اليوم بالتأكيد أقل بهاءً ودفئًا.

اقرئي أيضًا: أجمل رسالة شكر لصديقتي الغالية

تلك الهدية الصغيرة حجمًا لكنها أكبر وأعمق مفاجآت اليوم، وهي عبارة عن إصيص زرع نختار لون زهرته حسب رغبتنا، نبتة صغيرة بحجم بذور المحبة التي تزرعها “نون” بقلوب فريقها وكُتابها وقُرائها، لتُثمر وتُنبت شجرةً طيبة حنونة أصلها ثابت وفرعها حَد السماء. لتعود كل امرأة منا ليس فقط وقد أعادت شحن الحياة بداخلها وتخففت قليلاً مما يُثقل قلبها، بل وحاملةً روحًا جميلة تُذكّرها كل صباح بأن أحدهم فَكّر بها دون سابق معرفة فأهداها نبتة تُزهر حُبًا، والأهم أن هناك من يحتاج رعايتها وينتظرها لحين عودتها عَطرًا ومُتفتحًا كل يوم.

 

إذ لا يوجد أجمل من أن نشعر أننا جزء من منظومة مُتكاملة نُفيد ونستفيد، نُحِب ونُحَب، نُقدم الدعم ونحتاج السَنَد، كل تلك المعاني الجميلة التي تستثمر فيها “نون” طاقتها ومجهودها وأحلامها، وتحرص على تقديمها لمُتابعيها ومُحبيها ليس فقط على شكل كلمات تُطمئنهم بأنهم ليسوا وحدهم وأننا جميعًا نتشابه ونقف بجانب بعضنا البعض، بل وفي كل صورة ممكنة لغزل خيوط الفرح والأُلفة عسانا ننطلق من رَحم اللمة الحلوة أكثر بهجةً وقوةً واتحادًا تُحيطنا جميعًا حدود من وَنَس.

 

شكرًا “نون” وفي انتظار اللمة الجاية.

 

المقالة السابقةياللي إنتي حبك حرية
المقالة القادمةهدية الله لي في عيد الأم
امرأة ثلاثينية متقلبة المزاج، أعشق الرقص على السطور كتابةً، أُحب الفن بمختلف أنواعه وأعيش عليه. والآن كبرت وصار عليّ أن ألعب في الحياة عشرات الأدوار طوال الوقت، لأستيقظ كل صباح أُعافر حتى أستطيع أن أُحاكي بهلوانات السيرك فأرمي الكُرات المُلونة بالهواء ثم ألتقطها كلها في آنٍ واحد.

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا