الفرصة

701

 

بقلم/ آلاء السقا

 

إلى كل من يضمن الموجود..

تُتاح لنا الفرصة، لا نعلم متى ستذهب، بعد مدة طويلة، قصيرة، أم الآن؟

 

كثير من الفُرَص تأتي بلا سابق إنذار، والبعض الآخر منها ينذرنا مرة تِلو الأخرى، نعتاد على إتاحة الفرصة ونحن لا نعلم أن تلك هي الفرصة الأخيرة، الفرصة التي لا يأتي بعد ضياعها إلا الدموع.

 

التمسُّك بالفرصة وعدم تركها للضياع، هو سر الحِفاظ عليها، والفوز بها، ستتردد بذلك الفعل؟ فإنك خاسر لا محالة، إن قوة استغلال الفرصة شيء نادر حدوثه، لا أجد وصفًا له أكثر من أنه “الفرصة”.. فرصة حقيقية.

 

لا تتوقع أن إتاحة الفرصة مرة تبيحها لأخرى، أنت شخص محظوظ أنك وجدت باب الفرصة، قبل أن تتركه أم بعده، لكنك وجدته، وجدت شيئًا لن يتكرر كثيرًا في أيامك الرتيبة الروتينية المعتادة.

 

الحيرة.. تحتار آنذاك بين أمور كثيرة، فُرص كثيرة -كما تستوعبها- وأنت في قمة الغفلة.

لحظات تفكيرك القليلة ستجعلك تنتقي الفرصة الذهبية، وتعلم أنها “فرصة واحدة” والبقية أوهام لا أكثر.

 

“تضمن” وذلك الخطأ الفادح، تضمن أن ذلك الشيء/ الشخص/ الشعور… إلخ، موجود، لا يزول، دائم، بمجرد أنك تراه أمامك، أم تحتفظ به في خزينتك، وتسير أنت الطريق الآخر، وأنت لا تُبالي به.. أين يذهب؟! أنا أحتفظ به في خزينتي القديمة، وأتسكع في حياتي الأخرى بحريتي الكاملة التي تضر به أحيانًا، ثم أعود فأجده!

 

اعلم أن تلك الفرصة الثمينة التي تحظى بها الآن، بعد دقائق من عدم استغلالها، ستضيع وتختفي تمامًا، لا يتبع اختفاؤها إلا الحسرة والندم.

اعلم أيضًا أن من لا يبالي بالفرصة، لا تُبالي به.

 

بيدك الاختيار بين جعل الفرصة الثمينة كالحلم الذي تحقق، أم تحولها إلى شبح يطاردك بالندم فيما بعد، عندما ترى ما ضاع هباءً أمامك، بأسبابٍ أنت صاحبها.

 

عند ضياع الفرصة ستندم، ستراها ولا تحصل عليها مرة أخرى، ستحاوطك الحسرات من كل جانب، وكل تلك الضوضاء التي أحدثتها بنفسك، حدثت لإهمالك وقلة استغلالك للفرص الثمينة النادرة.

 

أعلم أن بعضنا ضعيف في تلك المهارة المبهرة، بل بروفيسور في ضياع الفُرَص، ينتظر الفرصة حتى تأتي، ثم يشعر بوجودها فيطمئن، ويحبو إلى أشياءٍ قليلة القيمة، تجعله ينشغل عما حظى به، فيُمنَح فرصة الوقت الزائد (أي فرصة جميلة تترك لمن حظى بها فرصة أخرى صغيرة، لعلمها بأن ما يملكها يزل أحيانًا) بعد تلك الفرصة الأخرى الصغيرة، ستذهب جميع الفُرَص، وتظل أيها الضعيف، قابعًا عاجزًا عن استغلال الفرصة التي فات أوانها.

 

تخيل دائمًا، تلك هي اللحظة الأخيرة، الكلمة الأخيرة، الفعل الأخير، النظرة الأخيرة، الفرصة الأخيرة.. ثم لك حرية الاختيار، أتحظى بها، أم تتركها لمن يستحقها؟

 

قوة استغلال الفرصة شيء نادر حدوثه

 

المقالة السابقةومن حب أطفالنا ما قتل
المقالة القادمةبتعرفي تسمعي صوت جسمك؟!
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا