العِكِر

393

سمعت أنه لقب لأحد الأشخاص بين رفقائه.. وهو لا يعلم به، ولكنهم ينعتونه به غيبًا.. أصبح معروفًا لديهم بهذه الكنية.. موقف يتكرر في مجتمعنا كثيرًا.. حيثُ يُطلق البعض على الآخرين ألقابًا (الرخم – التخين- الغتت…) عادة ما تكون قبيحةً أو مضحكةً.. قد تكون مرتبطة بشكله أو جسمه أو أسرته.. بغرض السخرية أو التقليل من شأنه أو صنع شيء من الدعابة والمرح داخل مجموعة أو في محيط العمل أو الأصدقاء.. أراها عادة “غير راقية ” وغير إنسانية.. وتعبيرًا واضحًا عن الكراهية وعدم المحبة بين الأشخاص.. قد تكون تعبيرًا أيضًا عن الغيرة.. أو قد يكون من يطلقها يريد أن ينتقم من الشخص ويشوهه ولكن بطريقة غير مباشرة، فهي إحدى الصور القبيحة للتحامل.

 

إنها تعني حكمًا مسبقًا على الشخص.

فقد يجعل هذا اللقب الآخرين يأخذون عن الشخص فكرة، ويستنتجوا عنه استنتاجات قد تكون أحيانًا ظالمة، وقد يحزن من يكتشف هذا اللقب عن نفسه ويصيبه هذا بالكراهية وصغر النفس والعدوانية.. لا يليق أن تكون ضحكاتنا وهزارنا كطعنات الخنجر في نفوس الآخرين.

لا يليق أن نصنف الناس.

فالإنسان تركيبة معقدة.

خلقنا الله مختلفين.. وعلينا أن نحترم اختلافنا.

 

قبل أن تقول لقبًا كهذا على شخص.. قبل أن تجعل من شخص ومن كرامته مادة لضحك أو لصنع دعابة زائفة.. تذكر أنه قد ينعتك شخصًا آخر بلقب قد لا تحبه.. قد ينعتك في غيابك أو في حضورك.. لا تجاري الأشخاص الذين يفعلون ذلك، وكن أنت النقطة الفاصلة لهذا العبث بكرامة الآخرين.. لا تقل عكرًا.. بل قل مختلفًا عني.. ارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء.

وليبقَ بيننا الحب.

المقالة السابقةتضيق فأبحث عن هيفاء
المقالة القادمةإزاي تنقذي نفسك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا