الشغف

686

 

بقلم/ وجدان جمال الدين

 

الشغف بموسيقى تتلون لإسعادك، تدفئك في قرس برد يناير، وترقص وتراقص حنايا قلبك في صيف أغسطس.

الشغف بمولد أول خيوط الصباح ورائحة نسائم الشجر وندى أوراقها.

الشغف بالبحر بنسائم اليود، بزرقة البحر وهدوئه وغضبه باحتوائه، وبإخراج كل شحنات الغضب.

الشغف برائحة المواليد وابتساماتهم للملائكة كما يقال.

الشغف بملمس الكتب ورائحة الصفحات ونقلاتي بين سطوره وكلماته، وسهري لأنها رواية اقتنصت نومي.

الشغف بالحديث لصديقة عذبة ملهمة نقية، مشاعرها كأعواد الجرجير الخضراء الطازج.

الشغف بممارسة هواية أحببتها وأشغف بممارستها.

الشغف بملابس جديدة وأحمر شفاه جديد وردي لون الورد.

الشغف بلحظة هدوء بعدما ينام الجميع، وأنعم أنا بساعة لنفسي تحت إضاءتي المفضلة، وكوب دافئ من النسكافيه.

الشغف بهدية جميلة من أناس طيبين وأجمل وأنقى.

الشغف بالذكريات، بالروائح، بالصور والأماكن التي تشهد كل شيء وأي شيء.

الشغف بارتداء فستان زفاف أمي القديم، وفرحتي به، وعند محاولتي الأولى لبروفة أول فستان زفاف، وانتفاضة جسدي هيبة وفرحة، ووقار هذا الفستان.

الشغف باستجابة مكالمة تليفون معنية بي فقط، ولا يوجد أي مصلحة سوى الاطمئنان عليَّ.

الشغف بخروجة الأصدقاء وإفطارنا صباحًا في مكاننا المفضل، واحتساء القهوة وحديث دافئ، يعقبه حضن طويل.

الشغف بحديثنا الذي لا ينتهي ولا يفنى، ويستحدث من العدم، ما دامت المحبة والثقة، ولا مصالح على الإطلاق.

الشغف بابتسامتي لغريب عابر في وسيلة مواصلات، وغياب كل منا إلى طريقه.

الشغف برائحة المخبوزات الساخنة ودفئها، واختراقها لقلبي وثغراته، وإيقاظها مراكز الجوع بمعدتي.

الشغف لابتسامة شريك حياتي في وجهي صباحًا أول ما تفتح عيني، وحنو لمسته مساء قبل النوم، وهدهدتي كطفلة.

الشغف بصوت المكسرات ورائحتها وملمسها ونعومتها داخل فمي.

الشغف بالقلوب البسيطة الطيبة، الذي طبع الشقاء بصمته على تجاعيد وقسمات وجوههم، ورغم ذلك راضين.

 

الشغف هو وقود الحياة، هو الحافز لتكملة كل روتين وكل الأيام المعادة المتكررة على مر العمر.

الشغف هو اللحظة السحرية التي تتوحد فيها كل حواسك وتجتمع على شيء واحد هو إسعادك فقط.

الشغف هو وعد من الحياة أن هناك غدًا، وهناك ماضٍ لا ينسى وحاضر لا يمكن إنكاره.

 

إذا ما فقد أحدنا شغفه لا أستطيع تخيل كيف تكون الحياة دونه، كيف يمكن للإنسان أن يعيش حياته كما هي دون حلم، دون ذكرى تسعده ومفاجأة جميلة في المستقبل تراضيه وتأسر قلبه.

أدعو الله أن لا أفقد شغفي أبدًا.

أن يكون دومًا لديَّ حافز ولديَّ ألبوم صور جميل وتذكار ممن هم قريبين لقلبي وعقلي، وأن لا أفقد شغفي بنفسي ولا بهم أبدًا.

وأنتم ما هو شغفكم؟

 

إذا ما فقد أحدنا شغفه كيف تكون الحياة؟!

 

المقالة السابقةدليلك لتنظيم وقتك في رمضان
المقالة القادمةبسبوسة وكنافة رمضان
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا