الستات بطلات بتعمل معجزات

726

قالك 8 مارس ده يبقى اليوم العالمي للمرأة، وطول الوقت -بغض النظر عن التاريخ ده تحديدًا- بنشوف ستات بطلات بتعمل معجزات، ستات متعلمات قويات محاربات ناجحات، بنشوفهم ع التليفزيون وبنشير صورهم ع الفيسبوك وبنحتفظ بصورهم على أجهزتنا، عشان يفضل الأمل موجود، عشان نفكر نفسنا طول الوقت إن فيه ستات في الدنيا دي بيعرفوا يشيلوا الكوكب على كتافهم ويطلعوا بيه خطوات واسعة لقدام.

 

هنسمع في اليوم ده عن بطولات كتير لستات كتير.. هنلاقي عينيهم منورة وشكلهم يفرح وهنبصلهم ونتمنى نعمل زيهم، وهنقارن نفسنا بيهم في مشوار الدنيا ونشوف قطعنا من الشوط أد إيه عشان نوصل زيهم.

 

وأنا بما إني بحب الحواديت، ومتحيّزة للستات، هتكلم النهارده عن أربع بطلات، شفتهم بيعملوا معجزات، بس عمرنا ما هنشوفهم ع التليفزيون، ولا هنشير صورهم ع النت، ولا حد هيسمع بيهم، هيعيشوا طول عمرهم بطلات من غير ما حد يعرف، ومعجزاتهم محدش لمسها غير القريبين، وفيه منهم محدش معترف بمعجزاتهم حتى القريبين. الأربع بطلات دول فيه زيهم كتير، كل حد فينا عنده مخزون من حكاويهم وصورهم، خلينا نطلعهم شوية للنور وندعيلهم ربنا يقدرهم ع البطولة.

 

بطلة رقم واحد (تبعًا لترتيب السن)

الاسم: أم محمد

السن: فوق الأربعين سنة

المهنة: على باب الله

 

ماما كانت محتاجة واحدة تنضف البيت، عرفنا إن أم محمد بتنضف البيوت وبتغسل السجاجيد وبتعمل أي خدمات عشان تجيب رزق عيالها.

 

أم محمد كانت متجوزة، جوزها مكانش بيشتغل وكان بياخد من فلوسها يصرف ع الدخان والكيف، عندها أربع بنات وولدين، ولد منهم عنده إعاقة في رجله، صعيدية، حاربت مع جوزها كتير عشان يشتغل وفشلت، جابته وجابت عيالها وجم إسكندرية، جوزها فضل كتير يضيق عليها ويضربها ومكانتش عارفة تربي عيالها، عملت على جوزها تمثيلية وأقنعته يطلقها صوري عشان تاخد إعانات من جمعيات خيرية، طلقها وراح يقعد ع القهوة، رجع لقاها رامية له هدومه في الشارع وقالتله لو قربت من هنا تاني هفضحك، إنت عايزني أعيش معاك في الحرام؟!

 

جوزت بنتين من الشغل في البيوت، صرفت على علاج ابنها من الشغل في البيوت، بتحوش فلوس عشان لما صحتها تروح تلاقي اللقمة، وكل ده من الشغل في البيوت.

 

أم محمد محيلتهاش حاجة من الدنيا غير صحتها وعقلها، وبتستخدمهم صح، أم محمد بطلة، كل بنت بتجوزها هي معجزة، كل وجبة ولادها بياكلوها هي معجزة، ضحكتها في حد ذاتها معجزة.

 

بطلة رقم اتنين (تبعًا لترتيب السن)

الاسم: بسمة

السن: أوائل التلاتينات

المهنة: عاملة نضافة في مستشفى القوات المسلحة

 

كنت محتاجة حد ينضف المكتب، بسمة كانت شغالة في مستشفى القوات المسلحة وعندها بنت، وكل المرضى اللي بيروحوا بتعرض عليهم خدماتها، ماما أخدت نمرة تليفونها ووصلتني بيها، كلمتها وجت.

 

بسمة كانت بتتشعلق -حرفيًا- في الشباك الحديد عشان تنضفه، كانت بتثبت رجليها في فتحات الفيرفورجيه، وتتشعلق بإيد في حافة الشباك من فوق وبالإيد التانية بتنضف بالفرشاة. جوزها كان بيكلمها كل ساعة عشان ترجع البيت عشان عايز يسيب البنت الصغيرة وينزل القهوة، كانت بتسايسه في التليفون، وتقوله إنها خلاص خلصت وماشية أهو، بسمة بعد ما نضفت طلبت مبلغ بسيط جدًا، ولما زودت عليه عشرة جنيه وقلتلها إنه لبنتها الصغيرة، قلبها كان هيقف من الفرحة.

 

بسمة بطلة، كل مكان بتنضفه وتخليه يبرق هو معجزة، كل يوم بتخلص شغلها في المستشفى وتروح شغل تاني وتفضل واقفة على رجليها هو معجزة، بسمة متملكش في الدنيا غير صحتها، بتهلكها في الشغل، بس كل ده عشان بنتها تبقى معجزة.

 

بطلة رقم تلاتة (تبعًا لترتيب السن)

البيانات تم حجبها لتوقع حدوث ضرر

 

كانت في ثانوي أيام ما أخوها تعب، جاله مرض خطير وعمل عمليات كتير، البنت دي مامتها كانت متوفية، كانت عايشة في بيت كله صراعات مع زوجة أب صفات الإنسانية فيها تكاد تكون معدومة، أخوها مكانش له غيرها بعد ربنا، كانت بتخدمه وهي مراهقة مكملتش 17 سنة، كانت بتقعد تحت رجليه بالساعات ساندة رجله عشان ميحصلوش تشوّه، أخوها طول فترة مرضه واللي تعدت الـ10 سنين محصلوش قرحة فراش، محصلوش أي مضاعفات بعد أي عملية، حافظ على آدميته عشان بس هي موجودة.

 

أخوها وهو بيعرّفها على ناس كانوا أول مرة يشوفوها قالهم بالحرف “أختي.. لولاها مكانش زماني عايش دلوقتي وواقف على رجلي”.

 

البنت دي بطلة عملت معجزة كل اللي بيتعاملوا معاها بيعرفوها، أخوها اللي قدر يواصل حياته بشكل طبيعي معجزة، كل يوم بيعيشه وهو سليم ومعافى معجزة، العشر سنين اللي عاشهم في السرير بين المستشفيات وهي بتخدمه ونايمة تحت رجليه، كل يوم فيهم كان معجزة.

 

بطلة رقم أربعة (تبعًا لترتيب السن)

الاسم: روان

السن: مفاجأة

المهنة: لسه صغيرة أوي

 

روان مامتها اكتشفت وهي داخلة أوضة العمليات تعمل بتر لرجلها إنها حامل، عملت العملية وخرجت، محدش كان بيساعدها، لما كانت بتحب تدخل الحمام روان كانت بتساعدها وهي في السرير، كانت لما بتحس بغثيان روان اللي كانت بتاخد بالها منها، وكانت بتنضف وراها، كانت بتخدم مامتها طول فترة تعبها، ولما الأم ابتدت تقوم من السرير اكتشفت إن روان بتنضف أوضتها وتلم اللعب الزيادة، وتفرش سريرها، وكانت بتحاول تكنس الأرض.

 

روان كان عندها في الوقت ده 3 سنين.

روان بطلة عملت معجزات مش لايقة على سنها، روان أخت مامتها، ولما تكبر حنيتها هتبقى معجزة.

 

الستات بطلات بتعمل معجزات، كل يوم معجزة جديدة، وبطلة لابسة في الغالب عباية سودة وعينيها مرهقة وشايلة همّ الدنيا فوق دماغها، وكل يوم بتعمل معجزات.

 

المقالة السابقة13 قاعدة للسفر بالعيال
المقالة القادمةمتجريش ورا الكاس الفاضي
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا