الدنيا ربيع وهنغير كل المواضيع

846

أنتظر الربيع من كل عام، حيث البدايات الجديدة، بداية الصيف وألوان الملابس المبهجة وحرية ارتداء الصنادل، حيث يداعب الهواء أصابع قدمي. الربيع يعني معرض الزهور في حديقة الأورمان ورحلة شراء العديد والعديد من الزهور بالألوان المبهجة، والتي أتفنن في استبدال أسمائها الصعبة بأسماء أختارها بعناية لتناسب كلًا منهم.

لا يمنحنا القدر الفرحة بسهولة، دومًا بعد عناء، فالربيع لا يحمل نسماته التي تداعبنا إلا بعد تحملنا لزعابيب التراب.

هذا الربيع يأتي في أسخف مراحلنا التي نمر بها في الوطن، نستيقظ على انفجارات وقتلى، وننام على كوابيس، لكن الربيع لن يخذلنا، فرغم التراب سيأتي محملًا بنسماته.

سيفاجئنا بالبهجة، سيفعل مثل زرعاتي الجميلات حين تفاجئني بورود صغيرة نبتت في غفلة مني، أو زهرات أثمرت على الغصن الأخضر فملأت الجو بهجة.

بعد اكتئاب سخيف شعرت به بالأمس جرّاء قنبلة جامعة القاهرة، والتي كنت قريبة جدًا منها، لأسمع صوت دوي الانفجار وأتخيل بشاعة المشهد. كنت أعرف أنني سأذهب إلى البيت وسأدخل إلى البلكونة وأجلس مع نفسي وأحادث الله، وأستمتع بجمال زرعاتي التي بدأ الربيع يداعبها ليمنحها ثمارًا تملؤني بالبهجة.

تمتلئ المساحة الفارغة في البلكونة بالزرع، لكني أحاول أن أجد مكانًا جديدًا للمزيد، أخبر زوجي أن معرض الزهور سيبدأ بعد أيام، وأننا على موعد هناك لنأتي بالربيع إلى البيت.

دومًا قصصي مع الربيع لا تنتهي، لا يأتي إلا والأمل معه، أكون قد اعتصرت من الحزن واكتفيت لأشعر بالأمل. دومًا أقف لأقول لنفسي: “خلينا ننبسط، هشتري كام زرعة بألوان حلوة وعصافير وفستان أحمر وبلوزة بألوان مبهجة وجيبة حلوة وصنادل حلوة وتوك شقية”، الربيع يأتي دومًا محملًا بالبدايات الجديدة، وطزاجة القلب بعد الألم، وشفافية الروح بعد بكاء طويل.

رغم الاختناق اليومي الذي نعانيه في الشارع، من سخف المارة ورعونة سائقي التوكتوك والميكروباص والتاكسي والأجرة، والجشع اليومي، والإجرام والفساد، واللا منطق، والخوف، سيأتي الربيع محملًا ببهجة البدايات الجديدة، ليملؤنا فرحًا وصخبًا وأملًا جديدًا.

المقالة السابقةتأثير سفر الزوج وغيابه على العلاقة الزوجية
المقالة القادمة10 أشياء يحتاجها طفلك منك

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا