الخوف من الحب (الفيلوفوبيا) ما هو؟ وما وجه نظر علم النفس فيه!

2256

أهاب الحب.. كلما أعجبني شخص وبدأ ذلك الإعجاب في التحول إلى الحب، أو يقترب الشخص مرة تلو الأخرى، أبتعد فورًا. أهاب التعبير عن مشاعري لذلك الشخص، ألا يكون هو الشخص الصحيح، أن أتلقى منه الصدمة، أن يبتعد عني بعدما أتعلق وينجذب قلبي. أهاب سحر البدايات، أن أكون أحببته بالفعل ولم ألاحظ. أن يسيطر حبه عليَّ حتى يدفعني إلى الخوف. أهاب التغيير، الندم، الألم.

أذلك شيء عجيب؟ بالطبع لا، فإنه ناتج عن أشياء أخرى كثيرة، بالإضافة إلى أنه يرجع إلينا مهما كانت الحال.

 

القلق الشديد والخوف من الوقوع في الحب، رفض الارتباط بشكل نهائي بدون مبرر، ورفض الزواج أيضًا، يصل بالشخص إلى أن يفضل العزلة عن العالم فضلاً عن مقابلة أشخاص لديهم احتمالية أن يكون بينهم شريك الحياة القادم، يمكن أن يصل بك الحال لسرعة ضربات القلب، والتعرق والغثيان، وأحيانًا الإغماء، عند مواجهة أي موقف رومانسي.

 

على قدر خوفك من الحب، تجد قلبك يحمل حب العالم بأكمله إذا وجدت شريك حياة صادق ومُخلص. فقط لا تعطِ الفرصة لخوفك أن يغمي عينيك ويسيطر عليك ويمنعك من رؤية حبك الحقيقي، ربما كان أمامك الآن لكنك لا تراه من وراء ستارة الخوف، أفسِح المجال قليلاً ليدخل الحب قلبك..أرجوك.

 

كما يقول الفيلسوف برتراند راسل: “إن الخوف من الحب خوف من الحياة، والخوف من الحياة ثلاثة أرباع الموت”.

 

في الحقيقة.. إننا لا نخاف من الحب ذاته، بل نخاف الوقوع فيه بسبب شخص أو علاقة رأيناها عن قرب أو بعد، غالبًا يكون وهمًا نختلقه بداخلنا، نحن من نتحكم به، نسيطر عليه بشجاعتنا، أو نترك أنفسنا لتحكمه.

 

بيننا من يخاف من الحب لأسبابٍ متعددة، منها الخوف من التغيير، من المعاملة السيئة، من التعرض للخيانة، من الاكتئاب، ومن الفكرة الوهمية التي بثها المجتمع بعقولنا عن الحب.

 

أيضًا احتمالية أن الحب سيبعدنا عن كل شيء آخر نحبه ترهبنا منه. الحب أحيانًا يجعلنا أضعف، ذلك ليس حبًا حقيقيًا، بالعكس إن الحب يضيف لنا ويجعلنا أقوى معًا. على قدر الأمل يأتي الألم.. تلك القاعدة المُثبتة الخادعة.

 

كل ما علينا هو أن نحب، نترك لقلبنا مُتسع الفرصة، أن نتبع قلبنا بتحكيم عقل، لقلوبنا حق علينا، ونعمة القلب هي الحب. الحب بداية الطريق إلى السلام الداخلي الذي يتسع حتى يحتوينا ويحتوي كل ما حولنا من أشخاص وأشياء، الحب أيضًا هو بصيرة القلب، الذي يدفعه لرؤية الجمال في كل شيء، الفشل في علاقة سابقة، أو رؤية من فشلوا بالفعل في علاقة أو أكثر، لم يكن دليلاً على فشل الحب، هي فقط لم تكن العلاقة الصحيحة، أو الشخص المناسب لك، لم يكن دليلاً على قبحك أو قبحه، كل ما في الأمر أن كليكما لم يُخلَق للآخر.

 

عندما تجد الحب الصادق، ستعلم أنك تحمل بقلبك حب العالم كله من أجله، فقط عليك ألا تخاف، وتعرف أن الحُب الحقيقي له وقته، “بس ملوش كتالوج”.

الخوف من الحب خوف من الحياة

 

المقالة السابقةأفضل نصائح لنجاح العلاقة العاطفية بينك وبين شريك حياتك والمسافة الآمنة بينكم
المقالة القادمةكيف نستخدم الحب كأداة للسيطرة على أطفالنا؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا