زوجتي مختونة ماذا أفعل؟ الختان والزواج والبرود الجنسي

7349

لست أدري من أين أبدأ!

آثرت إخفاء هويتي، رغم أن ما بداخلي يسحقني، يدفعني أن أصرخ وأمزق كل الأعراف والتقاليد تمزيقًا يليق بالوصم والتشويه الذي أصابني من الداخل.

لن أبدأ من البداية.. ولن أحكي القصة من أولها، لأن ما أود قوله حقيقة “أنا لست مُخَتَّنَة“، ردًا على وصف باطل شعرتُ فيه أني موصومة من كلا الاتجاهين سواء كنت مختنة أم لا؟

فلو كنت مختنة حقيقةً فأنا لا ذنب لي في ذلك، كما لا ذنب لي في فهم المجتمع الخاطئ ونظرتهم للمختنة أنها بلا مشاعر وأحاسيس جنسية.

ومن الجهة الأخرى إن لم أكن مُختَّنة فمن المعروف أن الرجل هو المحرك الأساسي في العلاقة الحميمة.. فماذا عليَّ أن أفعل؟ هل أندفع بسيل التبريرات ورد الاتهام والعرض على الأطباء.. والتعرض لمواقف محرجة؟!

زوجتى مختونة

حين قالها لي في أحد لقاءاتنا الحميمة وهو ينظر إليَّ نظرة لم أفهمها أبدًا “على فكرة إنتي مختونة” والجدير بالذكر أني كنت من هؤلاء الذين يصعُب التحكم في شهوتهم الجنسية، دائمة البحث عن مُسكِّن لرغبتي، كثيرة الطلب للعلاقة الحميمة، لم أكن باردة إلى هذا الحد، ولم أكن إحدى هؤلاء اللاتي يُقبِلن على الجنس كأنه أداء واجب. كنت أحب ممارسة الجنس، ولم أكن أحتاج للكثير من المقدمات كي أتهيأ له.

تعرفي على: نصائح في العلاقة الحميمة، الأشياء المباحة في العلاقة الحميمة

من خلال تجربتي الشخصية.. وهي تجربة لا يعني فيها التعميم، هي بالأخص حالة فردية جدًا، ومن وجهة نظر زوجي السابق لا يمكن أن يقع الخطأ على أحد غيري، إما لأني ممتلئة الجسد، باردة الإحساس، أو لأسباب أخرى واهية أدركتها مؤخرًا جدًا بعد زيارات عدة لطبيبي النفسي.

أسوأ شيء في الوجود أن يشوِّه أحدهم صورتك الذاتية عن نفسك، أن يُشعِرك دائمًا أنك ناقص وبحاجة إلى تصحيح الأمر، أن يتركك لأوهامك ومخاوفك.. وحين يكون هذا الشخص هو الأقرب لك فإن الأمور العادية تتحول إلى كوابيس. في حالتي كنت أتمنى أن يكون الأمر مختلفًا، أن يخبرني لو كنت مختنة فعلاً أننا سنتجاوز الأمر معًا، وسنجد طرقًا أخرى للاستمتاع، خُضت حروبًا وحدي لعدة أعوام أحاول فيها أن أجد حلولاً لكل مشكلة تتفجر من العدم في علاقتنا الحميمة.

كل ردود أفعالي التي أردت أن أثبت فيها أني لست مُختنة، قُوبلت بمزيد من الخذلان.

تعرفي على: المزلق الحميمي: ما فوائد المزلق وأضراره وطريقة استخدامه

تأثير الافلام الإباحية على العلاقة الزوجية

أذكر ذلك المشهد الصادم حين قررت أن لقاءنا الحميمي اليوم يجب أن يكون الأجمل، يجب أن يُبدد كل شكوكه في أني مختنة، ارتديت أجمل ما أملك وتزينت وتعطرت وفعلت أمورًا لم أفعلها من قبل، ونظرت لنفسي كثيرًا في المرآة، وربما لأول مرة أشعر بالرضا عن نفسي وعن جمالي وجسدي، ذهبت إليه وأنا أعلم تمامًا أنه لن يقاوم فتنتي الآن، أنا الرابحة بالتأكيد، لكن ما رأيته على الشاشة التي كان ينظر إليها منتشيًا بطريقة لم أشهدها من قبل كان صادمًا.. جعلني أتابعه وهو يشاهد “البورن” وحركات الممثلة الاحترافية بجسدها المثالي اللولبي.

كنتُ في حالة ذهول ولم أنبس ببنت شفة، أربكه وجودي وبدأ سلسلة التبريرات التي لم تفلح، وتلتها سلسلة الاعتذارات. ولكن الصدمة كانت أكبر من إخراج الكلمات بلسان أخرسه الخذلان، فتُرْجِمَت لدموع تنزل من عين واحدة والعين الثانية تأبى الاعتراف.. لستُ مختنة.

تعرفي على: علامات رضا الزوج في الفراش، اسباب هروب الزوج من العلاقة الحميمة

ولأن بعض الرجال على جهل بنفسية المرأة وكيفية إيجاد الحلول المناسبة، جذبني للسرير ومارس معي الجنس بعنف. بضع دقائق وانتهى الأمر بجثة هامدة على السرير وعقل مُشتت وقضية خاسرة، لقد انتهت خطتي بخسارة فادحة.. خسرت نفسي وأهديته اتهامه لي مُوقَّعًا بختم الحقيقة.

كيف أنافس يومًا ما يشاهده؟! كيف أداوي آثار العمر والزمن والثورة التي حُفِرت بجسدي؟!

رفعت سماعة الهاتف على أختى الكبرى، وأنا عروس لم يمر على زفافي بضعة أشهر، أسألها ببراءة شديدة: هل أنا مختنة؟

كانت ذكية بما يكفي لتخبرني بالإجابة النافية دون أن تسأل عن شيء، وهي تعلم تمامًا ما يدور بحياتي الجنسية. فسرَدت حقائق مثل: الختان لا علاقة له بالبرود.. أماكن الاستثارة تختلف من جسد لآخر… إلخ.

فرط النشاط الجنسي عند المرأة

أصبحت الأفلام الإباحية طرفًا ثالثًا في علاقتنا.. انقلب بعدها كل شيء، وقامت هرموناتي بالإلحاح المستمر، وكنت أطلب العلاقة بشكل يومي ولم يكن كافيًا.. لم أستطع النوم برغبة مُلِحة في جسدي غير مُشبَعة، عصبية المزاج نهارًا، وانفعالات غير مبررة، سريعة الغضب في العمل، وفرط حركة مساء وأرق مستمر، تقلصت عدد ساعات نومي فأصبَحَت لا تتعدى الساعتين أو الثلاث خلال اليوم.

مطالِبة بالجنس ليخفف عني آلامًا لست أفهم مصدرها. أصبح الاتهام الآن مختلفًا جدًا.. أنتِ شَبِقَة للغاية، ليس هناك رجل يستطيع إشباع مثل هذه الشهوة، مارسي الرياضة لتقليلها. لا تحاولي إثبات أنك غير مختنة بطلب العلاقة.

تعرفي على: ما فوائد العلاقة الحميمة للمراة، كم مرة تحتاج المرأة للجماع

الآن لم أعد أفهم.. باختصار جعلني أشعر بالكثير من الأفكار المتناقضة. بحثت كثيرًا عن حلول كيف أخمد شهوتي؟ هل هناك أقراص مهدئة؟ لجأت لمضادات الاكتئاب وضاعفت عدد ساعات عملي، وانقطعت عن طلب العلاقة الحميمة. ومن ثم تحول الأمر لأداء واجب يطلبه على فترات متباعدة.

حتى انقطعت، أصبحت غير راغبة في العلاقة، وغير راغبة فيه من الأساس. واستبدلني بالاستمناء رافعًا راية الغضب وإصبع الاتهام ولعنة الملائكة.

لم أصل يومًا لهذا الحد من كُره الذات.. يستطيع شخص واحد أن يهدم رؤية أعوام. كنت أعلم أني جميلة، هكذا كان يعاملني الناس جميعًا ولكن شخصًا واحدًا استطاع أن يهز الصورة ويكسر المرآة، أصبحت أخشى النظر إلى نفسي، واستسلمت لمارد الاكتئاب. وبعد محاولة انتحار وحجر صحي استطاع طبيبي النفسي أن ينتشلني من هذه العلاقة المدمرة. تعديل المفاهيم لم يكن بالأمر السهل على الإطلاق.

أن أرى بصيصًا من الجمال في نفسي كان أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. كنت ضحية يسهل إلقاء اللوم عليها: مختونة.. شبقة.. ممتلئة الجسد.. باردة الإحساس… وحين نفقد الثقة في أنفسنا يسهل علينا تصديق الأمر وعكسه في ذات الوقت.

لهذا كان عليَّ النجاة بنفسي، رغم أني لست من أنصار هدم البيوت، وحاولت جاهدة اللجوء للاستشارات الزوجية، ولكنه رفض أن يشاركني حتى في ذلك، وكلما اقتربت الاستشارة من أمر الانفصال فررت إلى مستشار آخر.. حتى أدركت الحقيقة. كنت أنظر للأمر على أنه ليس سببًا كافيًا للانفصال.

مرت أعوام حتى فهمت أن السبب لم يكن في، ليست المشكلة في الختان من عدمه، المشكلة الحقيقية في صورتي الذاتية عن نفسي، والتي كان يتعمَّد تصديرها لي طول الوقت. كان انتصاري الأكبر في تعديل المفاهيم، والخروج من دور الضحية إلى لعنة الشخص العارف الواعي. لذا أستطيع أن أقولها الآن بكل وضوح:

لست مُختنة.. لا علاقة للختان بالرغبة الجنسية.. جميلة.. حرة.. واثقة من نفسي.. مُطلَّقة.

المقالة السابقةاتختنت بس نجحت
المقالة القادمةختان الجسم وختان الروح والنساء المتمسكات بالحياة
كاتبات

1 تعليق

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا