إلى كل النساء اللاتي لم يحالفهن الحظ في  2107

832

الحياة تجارب.. كل يوم هو تجربة جديدة للعيش، إلا أن التجارب السيئة التي نمر بها أو الظروف التي تحيط بنا تظل هي الشبح الذي يحد من خطواتنا نحو النجاح أو الاستمرار في المحاولة للوصول إلى أهدافنا، فتسيطر علينا حالة من الركود والاستسلام للبقعة المريحة التي لا تجارب فيها ولا مخاطرة، الاستسلام للا شيء فنجد أن تفاصيلنا اليومية واحدة ومملة، يومًا تلو الآخر، تمضي الشهور والأعوام على نفس الوتيرة والملل، ونحن قابعون في تلك المنطقة المريحة، وكلما حاولنا أن نخرج من تلك البقعة أقنعنا أنفسنا بأننا لا نستطيع.

شخصيًا.. كوني زوجة وأمًا مررت بأكثر من حالة من حالات الإحباط قبل أن أحاول أن أتوازن في حياتي، وأحاول أن أخلق لنفسي فرصة جديدة.

أنا امرأة عادية عديمة الموهبة

وضع نفسك في خانة العادية عديمة الموهبة والفائدة شيء مؤلم نفسيًا، عادة ما تسيطر هذا الحالة على النساء في بداية زواجهن، أو النساء ربات البيوت.

في الحقيقة لا يوجد شخص عديم الفائدة في المطلق، فالأعمال التي تقومين بها بشكل يومي وميكانيكي هي أشياء على بساطتها في نظرك لكنها أشياء مهمة وعظيمة، فتحك لنوافذ البيت يوميًا، تهوية الأسرة، طبخ وجبة شهية، كيكة المساء، صراعك الدائم لحل الواجبات المدرسية كلها أشياء لو توقفتِ عن عملها سيتحول المنزل إلى “سلطة”.

أنا لا أملك وصفة سحرية لأقدمها لكِ، كل ما يمكنني قوله إنني مررت بنفس التجربة، وحاولت أكثر من مرة وفشلت، ولكني لم أبخل على نفسي بتكرار التجربة، إلى أن أعدت صياغة نفسي بالصورة التي أراها الآن مرضية لنفسي.

مع بداية العام الجديد حاولي أن تمنحي نفسك فرصة جديدة لإضاءة وهج التجربة من جديد، لا تفقدي احترامك لذاتك وما تقومين بفعله، تخلصي من نظرتك السلبية لنفسك وابدئي من جديد.

عالم الأمهات الجديدات.. أكثر بقعة مظلمة في العالم

إلى كل من اختتمت عامها بطفل وما زالت تحت سطوة الصدمة أو ستستقبل عامها الجديد بطفل وتترقب في قلق.. أهلاً بكِ في عالم الأمهات الجديدات “أكثر بقعة مظلمة في العالم”، هكذا كنت أطلق على الأمومة في بداية عهدي بها، على عكس موقفي الآن بعد سبع سنوات في عالم الأمومة، أصبحت أطلق النصائح هنا وهناك، وأتعجب من نفسي هل هذه هي أنا حقًا! أنا من كانت تبكي لمجرد بكاء صغيرتها وكانت تسيطر عليها حالة من الإحباط والفشل، تلك الأم البائسة التي تنام نصف نومة وتأكل وهي واقفة وتغسل وجهها في المناسبات.

لذلك نصحيتي لكِ قبل قطع تذكرتك إلى عالم الأمومة، عالم “اللي يروح ميرجعش”، اطلبي الدعم ممن سبقوكِ في هذه الرحلة، حاولي أن تفرغي طاقاتك السلبية بشكل مباشر وفوري. التحدث مع صديقة مقربة مرت بنفس التجربة هو أفضل طرق الدعم وأسهلها، حاولي أن تستمتعي بالتجربة على وعورتها، وتذكري أنك اختتمتِ عامك بأكثر حدث سعيد يمكن أن يحدث لامرأة.

إلى اللائي ما زلن يبحثن عن البداية

من أين نبدأ؟ ما الذي أفعله لكي أحقق هدفي؟ سؤال منطقي ومشروع لكن للأسف معظمنا لديه مشكلة في تحديد الأهداف، ما هو الهدف الذي تريدين الوصول إليه؟ نصيحتي لكِ سجِّلي كل ما تودين فعله وقسميه إلى مهمات صغيرة، ثم اعملي على إنجاز كل مهمة بشكل منفرد. أعتقد أن هذه الطريقة ساعدتني للوصول إلى بعض أهدافي.

ولكن التخطيط وحده لا يكفي للوصول إلى الأهداف، العمل والسعي وتطوير الذات هو الذي يحقق الأهداف، لذلك استغلي الوقت وسجلي ما تريدين فعله في العام الجديد، وتذكرى أن الجميع مر بمرحلة الفشل، إلا أن النجاح لم يأتِ إلا لمن لم يتوقف عن المحاولة.

 في الختام..

إلى كل النساء اللاتي يحسبن أنفسهن عاديات، أنتن أصل الحكاية، أنتن التفاصيل الصغيرة المشحونة بالحب والجموح رغم صباحات الرتابة والقلق.

إلى كل الأمهات الصغيرات التائهات في رحلة الأمومة اللائي ما زلن يتلمسن الطريق ظنًا أنهن أضعن البداية أنتن بداية كل شيء، إلى كل التائهات في البحث عن أنفسهن ما زال هناك متسع للتنفس بانتظام للتحليق لترتيب الخطوات والانطلاق. مع بداية عام جديد تمنين لأنفسكن الأفضل، فالحياة ما زالت سخية فأحسنَّ عيشها.

المقالة السابقةروتين العناية بالشعر الكيرلي وأهم منتجات العناية بالشعر الكيرلي
المقالة القادمةملابس محجبات شتوية موضة 2018 وطرق تنسيقها
صحفية وكاتبة مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا