أنا عروسة عمرو

2259

كاميليا

 

كمان أسبوع تقريبًا من توقيت كتابتي للمقال ده، كتب كتابي وفرحي. طبعًا مش محتاجة أحكيلكم عن مغامرات العروسة المسحولة مع
الصنايعية والعمال وأتيليه الفستان وطبعًا مع عمرو خطيبي.

مغامرات تندرج تحت بند الكوميديا السوداء، طبعًا غير التدخلات القدرية الجميلة، زي التعب البدني والنفسي وخناقات اللا شيء اللي
بتكبر وتفرقع في وشي فجأة.. بس أنا متعودتش أحكي النكد، كلنا فينا طاقة سلبية بما يكفي.. ولإني في مرحلة إن لو دبانة فعلاً عدت
ووقفت قدامي شوية ممكن أعيطلها وأشكيلها إزاي الدنيا ماشية بالعكس بزيادة. كل ده دلوقتي هخليه على جنب، هخطف شوية دقايق
عشان أكتب رسالة شخصية، وفي نفس الوقت لكل بنوتة بتمرّ بالمرحلة الانتقالية دي. هتستحملوا العروسة الرغاية شوية، اتفقنا؟

باختصار المرحلة دي الحياة فيها بتحاوطنا بكل الخوازيق الممكنة، مادية ونفسية وعصبية.. وكأننا في لعبة Subway لازم طول الوقت
نفكر ونخطط ونحشد كل حواسنا وطاقتنا المهدرة بالفعل بين كل الحاجات.. عشان نلاقينا في آخر كل يوم متنحين في الفراغ، مرهقين
وغالبًا متخانقين على الولا حاجة.

• كل ده هيعدي، كل ده فعلاً بيعدي.. واتعودت فعلاً لما أي حاجة في الدنيا تتكركب أوي مؤخرًا، زي سلك التليفون أبو قرص، أسيبها
زي البالونة الهيليوم تطير وتتحل فوق بقي عند ربنا.. كل الحاجات بتتحل فوق عند ربنا.. ونرجع ونقول المهم، المهم أوي يعني، إن في
الوقت اللي الإيد بتسيب بالونة مشاكل وكلكعة الهيليوم تطير.. تكون الإيد التانية مسنودة وساندة ومطمنة. حتى والخناق مكشر وفارد
جنحاته بس القلب مطمن للشريك والسكن.

• اللخبطة شعار المرحلة، أنا كنت بتحايل على موضوع اللخبطة بإني أحكيها مواقف كوميدية للغاية، زي الكهربائي اللي عملي الجرس
بيرن ع الجيران، زي فستان فرحي اللي في البروفة النهائية ملقيتوش في الأتيليه، زي الفرش اللي جه ناقص نص الحاجات والنص
التاني أكبر من حجمه الطبيعي.. كل اللي كنت بملكه قدام المواقف دي بأمانة، شوية عياط وزعيق وفرهدة وكتابة بتضحك وأنا بعيط، بس
طبطبة الناس كانت بتهوّن فيقول يمكن ده كابوس وهصحي ألاقيه أتحل.

طيب هو الحكاية كلها تستاهل يعني؟ الجواز كفكرة، بيت وحياة جديدة، تستاهل أتخلي عن قوقعتي البنفسجية في بيت أهلي بكل سحرها
وجمالها وشقاوتها، لمسؤولية بيت جديد، لـ"بيتي"، أنا حتى لسّه مستغربة الكلمة والحياة الجديدة.
الحقيقة إنّ التجربة تستاهل آه، تستاهل بس عشان عارفة إنّنا هنفهم ونتفاهم، هنستحمل ونصبر على بعض في العناد والمناقرة والطباع
المختلفة، عشان معرفناش منبقاش لبعض على مدار 7 سنين، ولأن بُكرة جايب نهار يستاهل المشوار.. زي ما الملك كان دايمًا بيغنيلنا.

وأنا بكتب حالاً، بيمرّ قدامي شريط الذكريات زي الأفلام، 2009 مبنى الجامعة وأول مرّة أشوفك فتروح عليّ نومّة وأنزل متكدرة
وألاقيك قالب وشك، ثم التكشيرة تبقى ضحكة والضحكة تبقى حاجة بتزغزغ في القلب، وسط البلد وحواديتنا في كل شارع، أغاني
الكينج، رصيف جروبي و"بحبك" اللي اتقالت بعد شويات كتير، العينين اللي بتلمع بالحب والأحلام والحماس، "هانت" اللي اتقالت أكتر
من أي كلمة في حياتنا، السفر وطريق السفر، ثم العند والبُعد والوجع، اللقا والصدفة والنصيب تاني، الحبّ اللي مراحش ولا اتنسي، سلام
الإيد اللي صحى كل الحاجات، المرّة دي هنتعب شوية ونبقى لبعض، الوعد، التعب والترتيب والتفكير، الدبل البيضا وعليها اسمك
واسمي، بيتنا، تفاصيل بيتنا، فرحنا، ودلوقتي عروستك.. عروسة عمرو!
وعلى رأي وردة "لا الزمان ولا المكان.. قدروا يخلّوا حبنا ده يبقى كان".

عمرو.. معرفش هتقرا كلامي ده امتي، لكن عايزة اقولك قدام العالم إني فعلاً فخورة بيك، فخورة بينا كمان أوي المرّة دي بإيدينا
المتشعلقة ببعض أوي ومصممة بقى، عايزة أقولك إني فاهمة وواصلني كل اللي عملته وبتعمله عشان تحافظ ع الوعد وعلينا سوا، أنا
عمري ما اتمنيت أشوفني عروسة في فستان أبيض غير ليك، ورغم كل الاختلافات في طباعنا لكنك دايمًا هنا الحضن والسكن.

يا رب على باب دُنيتنا الجديدة سوا اللي اختارتها لينا، ارزقنا الخير كله والحب كله والجنة سوا دُنيا وآخرة.

المقالة السابقةأنواع الشوايات بالمميزات والعيوب، وأفضل أنواع المشويات
المقالة القادمةبيني وبين صاحبتي كلام
كاتبة وصحفية مصرية

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا