أقرب طريقة لقلب جوزك الدليفري

972

 

وأنا صغيرة أمي كانت عاملة جدول للغدا وكل ما يخلص تكرره: سمك، لحمة وخضار، أكل شعبي، نواشف… وهكذا، وكل يوم قبل ما تنام تشوف الجدول فيه إيه وتلاجتها فيها إيه مناسب للجدول. لكن بمرور الزمن مأمكنش الاستمرار بنظام الجدول، وضاع واتنسى، واستفحلت معضلة حياتها اللي كان ممكن متنيمهاش بالليل.. “نتغدا إيه بكرة؟”.

 

لكن أنا طول عمري ست بيت، من صغري وأنا عندي شغف بالمطبخ وبتجارب المطبخ، التجارب اللي ياما فشلِت لكنها أنتجت في الآخر طباخة شاطرة. أشم صنف توابل أعرف ده ممكن يتضاف على إيه، أدوق صوص جديد أقول إذا كان يمشي مع فراخ ولا سمك ويتقدم جنبه إيه.. المطبخ لعبتي زي ما بيقولوا.

 

وبرغم إني أيام خطوبتي عرفت إن خطيبي ذواقة بدرجة متتصدقش، لدرجة إنه مرة داق من إيدي المكرونة اللي برطمان الصلصة خلص وأنا بعملها فكملت ببرطمان من ماركة تانية، فعرف ماركة الصلصة وعرف إنها مخلوطة بماركة تانية، بس ولو.. ولا بنتهز. أنا لو مفيش في تلاجتي غير فراخ وبصل وشوية ملح ممكن أعمل منهم ييجي 6 أصناف. وبالتالي أزمة “هنتغدا إيه بكرة؟” متخوفتيش إطلاقًا، وبالفعل بحبة تجارب بسيطة بقيت أعرف أعمل من الفسيخ شربات.

 

متخيلتش أبدًا إن بعد شوية التجارب هتخلص، وإن جوجل ممكن يخلّص كل الأفكار المناسبة. ده غير إن رد الزوج المصري العصري الجميل لو سألتيه نتغدا إيه هيقول “أي حاجة يا حبيبتي”، والحقيقة إن ده رد لا يسمن ولا يغني، وإن الأي حاجة لو اتعملت مش هيحصل طيب، فحاولي لو إنتي عروسة جديدة متجربيش الأي حاجة.

 

المهم على عكس كل آمالي.. الطباخة الشاطرة ف يوم وليلة مبقتش طايقة المطبخ ولا وقفة البوتجاز، والدليفري لو سد يوم مش هيسد التاني. اكتشفت إن مهما كنتي طباخة شاطرة وخطيبك داق أكلك ومعجب بيه، فيه شوية محطات كده اعرفي إنك هتمري بيها بعد الجواز:

 

1- الأكل ده آخر حاجة

ف أول جوازك هتكوني متحمسة جدًا للمطبخ وموفرة جزء كبير من طاقتك لإبداعات الطبخ، ولو يوم عطلتي جوزك هيتقبل الأمر بصدر رحب، وهيقولك “الأكل ده آخر حاجة أفكر فيها”، “ارتاحي شوية مش كل يوم طبخ”، وكلام جميل من ده.. متستعجليش، دي كلها أوضاع مؤقتة، مكانش حد يتصور إن ممكن صنية الكوسة تقلب بليلة غم عشان كان لازم تسأليه إذا كان بيحبها متقشرة ولا بقشرها، وتفضلي مستنية كلمة “تسلم إيدك”.. بس إزاي؟! ده إنتي عاملة الكوسة بقشرها.

 

2- هساعدك ف المطبخ

ده لو جوزك مؤمن بالمشاركة وعارف إنك مش ملزمة تأكليه وإنك بتعملي ده لأنك أشطر في عمله، هيحاول يكون زوج رومانسي وطيب ويخفف عنك العبء.. والصراحة كلنا نتمنى ده، لكن الموضوع طلع مش زي إعلانات البوتاجازات خالص.

جوزك لو وقف ف المطبخ اضربي عدد الحلل والأطباق المستخدمة في أربعة، واعملي خطة بحث عن المعالق والسكاكين اللي هتختفي، والبوتجاز اللي طلعت عينك ف تنضيفه بقى ذكريات، وتموين الشهر محتاج تعديل في الميزانية عشان تجيبي زيت وتوابل وخضار يكفي لآخر الشهر بدل اللي هو خلصه، كمان هتحتاجي إنك تتابعي البوتجاز عشان ميسبش حاجة ع النار ويخش يفتح جيمز ع الموبايل وينسى هو كان بيعمل إيه.

هتحسي إن لو كنتي طبختي بنفسك كان أسهل، ع الأقل هتوفري شدة الأعصاب، بالتالي المحطة دي مش هتقفي فيها كتير، وأول ما جوزك يقولك ارتاحي وأنا هطبخ هتحلفي عليه ما يحصل.

 

3- كل يوم دليفري؟

هتبتدي إنتي تتعبي وتزهقي من الروتين والساعات اللي بتقفيها ف المطبخ عشان أكلة تتاكل ف دقايق، وغالبًا هيتبص للملح الناقص أو التسوية الزيادة أكتر ما هيتبص لتعبك في التجهيز، فهتلجئي لصديق المرأة العاملة، الدليفري. اللي هيقصف الميزانية وهيقصف صحتكم ومش هيرم عضمكم، وجوزك اللي كان نفسه إنك ترتاحي شوية ومش كل يوم مطبخ، بقى شايف إن “هو كل يوم دليفري؟!”، حتى لو طلبتيه كل فين وفين.. فهتغادري محطة الدليفري سريعًا برضو.

 

4- طب مفيش حاجة حلوة؟

هتستسلمي للأمر الواقع عشان تحافظي على صحتك وصحة أطفالك، اللي لازم جسمهم ينمو بالخضار والأكل الصحي، وعشان تمشي أقرب طريق لقلب جوزك وتوصلي، وهتتأقلمي مع الروتين وتطبخي كل يوم، والاستثناءات هتقل، بس غالبًا شركائك ف البيت هيتساءلوا.. “طب فين الحلو؟!”. ما هو الإنسان كده دايمًا يبص ع اللي مش ف إيده.

 

5- كله إلا أكل أمه

دي بقى ثوابت متحاوليش تغيَّريها. الفكرة مبتبقاش ف جودة أكلها ولا شطارتها، غالبًا الفكرة بتبقى في التعوّد، يعني سنين وسنين بياكل أكل معمول بنفس الطريقة ونفس المكونات، الذائقة انطبعت عليه وبقى ترمومتر ومثال يُحتذَى، فمتاخديش الأمر بحساسية، دي ثوابت عامة يا ماما. فلو قالك اتعلمي من ماما بتعمل المحشي إزاي، الأسلم إنك تخرَّجي الكلام م الودن التانية، وكلها عشرين سنة ويبقى أكلك هو الترمومتر بتاعه.

 

وفي النهاية هتتعلمي إنك لو يوم قمتي مفيش مزاج للطبخ كده بدون سبب، فلازم ترجعي لمحطة من اللي فاتوا.. بس لو جوزك هيطبخ، افتكري بس إن لتر الزيت كسر العشرين جنيه، وجبل المواعين اللي بيستناكي كل يوم مش ناقص. يا إما تاكلوا سندوتشات جبنة بالقوطة وده حل مناسب لمرة واحدة كل شهرين تلاتة مثلاً، لو إنتي وجوزك مش أكيلة، ولو مفيش أطفال محتاجين غِذا. أو الدليفري العزيز، ويبقى حظك م السما لو تعرفي مطعم لسة أكله نضيف، بس متنسيش تسدي ودنك عن قولة “كل يوم دليفري؟”.. أو تستهدي بالله وتقومي تطبخي.. عشان ف معظم الحالات بيبقى اليأس هو الحل.


 

المقالة السابقةأن تؤمن
المقالة القادمةعن ذوي متلازمة داون (3).. منطقة القدرات المختلفة

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا