أحبني كما أحب نفسي

1337

 

علياء طلعت

البشر في الحب نوعان، نوع ينغمس فيه حتى تشعر أنه تبدّل إلى شخص آخر تمامًا، ونوع يظل كما هو ذات الشخص بذات التصرفات، فقط أضيف عليه ارتباطه بشخص ما.

 

هل هذا الحب أفضل من ذاك؟ هل حب منهم مخلص أكثر من الآخر؟

 

هناك مقولة في رأسي تلخّص كل ما أود أن أقوله في هذا الموضوع، وهي أن الحب الحقيقي هو الذي يجعلنا على طبيعتنا كما نحب أنفسنا.

ما هو المعنى المقصود وراء هذا؟

 

طوال الوقت نحن لدينا عشرات الوجوه، وجه نتعامل به مع الأقارب، وجه نتعامل به مع الأصدقاء، وآخر مع زملاء العمل، نُخرِج كل وجه مناسب للوضع المناسب له، ولكن يظل هناك وجهًا يخصنا وحدنا، لا نظهره لأحد لأنه قد لا يهتم به سوانا، وقد يلاقي الرفض حين نظهره للشخص غير المناسب.

 

فيظل هذا الجزء من شخصيتنا مختبئًا حتى يظهر للشخص المناسب.. لذلك فالحب الحقيقي هو الذي يحب فينا الشخص الوجه الذي نحبه في أنفسنا، وبالتالي لا نضطر أن نظهر أي سلوك أو صفة غير حقيقية، فقط لإرضاء من أمامنا، ولا نحتاج أن نخفي فكرة قد تضايقه، فهو فقط يحب ذواتنا الحقيقية.

 

نرجع إلى البداية وتصنيف البشر في الحب لنوعان، وعلاقة هذا بما نقوله، مقدار بُعد وجهنا الحقيقي عما نظهره للعالم هو المقدار الذي نتغيره بعد الوقوع في الحب، لذلك في بعض الأحيان يشعر من حولنا أن تغيّرنا كان جِذريًا، كأن شخصًا آخر احتلّ مكاننا، رغم أن الذي حدث أننا فقط ذواتنا التي نحبها هي التي تسيطر علينا الآن بدلًا من الأخريات التي اعتادوها.

 

ولكن الخوف كل الخوف أن يكون التغيير من أجل أن نضع وجهًا جديدًا يلائم المحبوب، وفي تلك الحالة نفقد ذاتنا الحقيقة للأبد في وسط زحمة الوجوه.

 

 

 

 

المقالة السابقةالأشباح التي تدق
المقالة القادمةإحنا بنشتغل ليه؟
مساحة حرة لمشاركات القراء

ترك الرد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا